مقاربات فلسفية
Volume 5, Numéro 1, Pages 40-51
2018-05-21
الكاتب : بن دنيا سعدية .
إن المقدس الديني لأية ديانة يمثل خطها الدفاعي الأول وبؤرة التوتر والصراع والشكل التاريخي الذي يحافظ على عوامل البقاء، وبذلك فإن أي اختراق للحدود الدينية يعني تهديدا للهويات المحلية والروابط الاجتماعية والتاريخية، وهذا يؤول إلى تفجير الصراعات الحضارية واستثمار المخزونات الرمزية للأديان والعادات والذاكرة الجماعية وإشهار المقدس الديني بالأساس كوسيلة دفاعية وسلاحا ثقافيا في مواجهة الوافد الغريب. إن شكل الصراع الحضاري المعاصر إذ يتخذ المقدس الديني أسلوبا إيديولوجيا للتعبئة والتحريض والمناورة، فإنه يعني الهيمنة على الإنسان والسيطرة على الوعي التاريخي للحضارات والشعوب كما تبشّر به نظرية نهاية التاريخ وغلق الحدود أمام أية حضارة تريد التسامح والحوار، ومن ثمة القضاء على العيش المشترك وثقافة الاختلاف. وعليه تبحث هذه الدراسة شروط الحوار وتعيين الإمكانات التي يمكن أن يقوم عليها السلم والتسامح بتحديد المعطيات المتوفرة في كل طرف من أطراف الحوار حتى تكون النتائج المترتبة على ذلك عقلانية وقابلة للطرح، إذ إنه لا يمكن أن يكون هناك حوار مثالي ومطلق يتخطى القوانين التاريخية وتوازن القوى وفطرة التنافس كجزء من الطابع البشري، ولذلك نحاول في هذا العمل أن نحدد المعطيات التي تقدم فكرة عن طبيعة الحدود بين الأديان والحضارات حيث من خلال هذه الطبيعة يمكن تفعيل حوار عقلاني حول المقدس بوصفه الانعكاس الرمزي للحدود والمسافات والأبعاد الناشئة حضارياً.
الحوار؛ المقدس الديني؛ التعصّب؛ الاعتراف؛ التسامح؛ الآخر.
عبد القادر مهاوات
.
محمد العربي ببوش
.
ص 267-288.
ابراهيم إسماعيل
.
بدران بن لحسن
.
ص 27-54.