مجلة مفاهيم
Volume 3, Numéro 1, Pages 319-331
2020-03-01

تشخيص وتحليل البوادر الأولى للهجرة الجزائرية

الكاتب : زنقوفي فوزية .

الملخص

لقد كان للحرب العالمية الأولى الفضل الأول في فتح باب الهجرة أمام الجزائريين إلى فرنسا، حيث أنّ الهجرة الجزائرية خلال الحرب العالمية الأولى لم تحدث طواعية، وإنما كانت إجبارية، فقد اقتضت ظروف الحرب أن تجنِّد السلطة الفرنسية أعدادًا هائلة للدفاع عن فرنسا ولتعويض العمال الفرنسيين المجندين، وكان تصرّف السلطة هذا إيذانا بظهور مشكلة الهجرة الجزائرية إلى فرنسا، التي أثارت جدلا بين المعمرين والنواب الجزائريين، ولازالت إلى يومنا هذا سببا في الكثير من الخلافات بين الدولتين الجزائرية والفرنسية. إنّ الإقامة في فرنسا قد أتاحت للمهاجرين الجزائريّين فرصة الاحتكاك بالمجتمع الفرنسي ومحاكاته في اللباس والأكل والشرب، ومكّنتهم من التعرف على عقلية الطبقة العاملة من فرنسيين وأوروبّيّين، والاطّلاع على الاتجاهات السياسية في جو من الحرية المفقودة في بلادهم. حينئذ كانوا يتساءلون عن مفهوم الحرية والديمقراطية والشيوعية، وعن معنى حق الشعوب في تقرير مصيرها، وكان الأمر ينتهي بالكثير منهم إلى الانخراط في النقابات والأحزاب السياسية ذات الاتجاهات التي كانت تجد صدى في نفوسهم. وعليه فإنّ السياسة الاستعمارية سعت لطمس مقوّمات الشعب الجزائري المتمثلة في فكرة العروبة والإسلام، لذلك كانت عملية الهجرة تتّجه قصد تحسين مستوى المعيشة المتمثّل خاصة في ضعف القدرة الشرائية وصعوبة الحياة وسط ظروف تميّزت في بعض المناطق بقساوة البيئة الصحراوية، دون إغفال عملية الاستعمار الفلاحي. لأجل ذلك تتحدّد معالم موضوعنا في الكشف عن البوادر الأولى التي شجّعت على فتح باب الهجرة أمام الجزائريين إلى فرنسا، وكيف تدرّج التطور المرحلي للهجرة؟، وماهي الدوافع الأساسية للهجرة؟ وكيف برز موقف الحركات الإصلاحية في أوساط المهاجرين بفرنسا؟.

الكلمات المفتاحية

الهجرة الجزائرية ; المهاجرون الجزائريون ; التطوّر المرحلي