المجلة الجزائرية للمخطوطات
Volume 1, Numéro 2, Pages 6-22
2005-06-30

تقديم مخطوط المنهج الفائق والمنهل الرائق والمغني اللائق بآداب الموثق وأحكام الوثائق

الكاتب : أحسن زقور .

الملخص

مما لا شكل فيه أن أعظم ما وصلت إليه البشرية في تحضرها هو ذلك العلم الذي تستطيع بنتائجه أن تنظم به حضارتها في جزئياتها وكلياتها، كما تنظم به عباداتها ومعاشاتها، ألا وهو علم التشريع أو القانون كما قال الشيخ محمد طاهر بن عاشور: "… وأعظم ما اشتمل عليه الإنسان: خلق قبوله التمدن، الذي أعظمه: وضع الشرائع له" وأساس أي قانون أو تشريع هو فقهه الذي استنبط منه، ومن هذه القوانين: القوانين الإسلامية المستنبطة من الفقه الإسلامي، ومنه ذلك الحيز الكبير الذي تخصص في ضبط عقود الناس وتوثيقها فسمي "علم التوثيق"، أو علم الوثائق، حيث به توثق فتحمى الأموال والأعراض والدماء والفروج وتستباح، كما أنه السبيل إلى تحقيق العدالة بين الناس عند التقاضي بينهم إذ صلاح التوثيق هو طريق إلى صلاح القضاء، ولهذا فقد أُلّفت في الفقه عامة المؤلفات الهائلة منذ فجر الرسالة الإسلامية، وبقيت هذه المؤلفات تترا وتتزاحم في كل فترة من الزمن إلى يومنا هذا، ولم يؤلف منها في مجال التوثيق إلا النزر القليل، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، كما أن بعضها قد كتب الله له أن يطبع في كتب ونشرات ليصل بسهولة وبكميات أكبر إلى سائر القراء من الناس، وبعضها ما يزال ينتظر الطبع والنشر، ومن هذه المؤلفات التي مازالت تنتظر كتاب: المنهج الفائق في علم الوثائق، للشيخ أبي العباس أحمد الونشريسي الذي سأحاول بإذن الله تعالى أن أعرف به، ولأن يكون تمهيدا لتحقيقه ثم طبعه ونشره، وقبل أن أبدأ الكلام في المخطوط هذا يحسن بي أن أقدم له بالحديث عن صاحبه ومؤلفه أبي العباس أحمد الونشريسي، فمن هو يا ترى هذا العالم الكبير؟ ومن هم شيوخه وتلاميذه؟ وما هي مؤلفاته؟ وما مكانته بين أقرانه العلماء؟ ثم أعرج على التعريف بالمخطوط ومحتوياته.

الكلمات المفتاحية

المخطوط، الونشريسي، علم الوثائق، المنهج الفائق