مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 2, Numéro 3, Pages 111-134
2005-12-01

اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة ‏trips‏:‏ أداة لحماية التكنولوجيا أم لاحتكارها؟

الكاتب : عبد السلام مخلوفي .

الملخص

إن التطرق إلى موضوع الملكية الفكرية يتطلب الكثير من الدراسة والاهتمام – ‏خاصة في الآونة الأخيرة – لارتباطه بإنتاج الفكر والمعلومة والإبداع والابتكار ‏والتكنولوجيا خاصة في عصرنا هذا، عصر اقتصاد المعرفة. إنه في عصر اقتصاد ‏المعرفة و المعلوماتية لا يصبح الحديث عن فائض قيمة العمل، بل يصبح الحديث ‏عن فائض قيمة التكنولوجيا والمعلومات(1). ‏ إن الدارس للقانون الدولي يعلم جيدا أن القانون الدولي المعاصر نشأ في الأساس ‏لحماية حقوق تجارية، بدأت مع حركة الكشوف الجغرافية و اتصال بعض الدول ‏الأوروبية ببعض الدول في آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، حيث ربطوا الحقوق ‏التجارية بحقوق السيادة على الإقليم الجغرافي، إلا أنه مع ثورة الاتصالات ‏والمعلومات تراجعت الأهمية النسبية للإقليم الجغرافي، فتراجعت الأهمية النسبية ‏للأرض كمصدر للإنتاج لصالح مصادر إنتاج البيانات والمعلومات، تراجعت الأهمية ‏النسبية للصناعات التحويلية لمصلحة صناعة المعرفة أو الأعمال القائمة على المعرفة، ‏وبهذا لم تعد الحقوق التجارية مرتبطة بإقليم ما، وإنما أصبحت ترتبط بعالم المعرفة. ‏ففي الماضي كانت السيادة تتم عن طريق غرس علم في قطعة أرض، أما الآن ‏فأصبحت تتحدد عن طريق غرس راية على قطعة فكر(2).‏ ‏ إن امتلاك المعلومة معناه امتلاك التكنولوجيا، وبالتالي تحقيق ميزة نسبية تؤثر ‏على نمط واتجاه التجارة الدولية والتقسيم الدولي للعمل. ‏ بصفة عامة فإن دراسة حماية حقوق الملكية الفكرية يجب ربطها بالتجارة والنمو، ‏الاختراع والابتكار والتطوير التكنولوجي وأنشطة البحث والتطوير المحلية ونقل ‏التكنولوجيا والاستثمار الأجنبي والتقليد. ‏ إن هذا الكلام يجرنا إلى الحديث عن حقوق الملكية الفكرية من خلال طرح ‏الإشكالية التالية: ‏ ‏ أ-ماهي حدود حماية الملكية الفكرية بالشكل الذي لا تضيع معه حقوق ‏أصحابها من جهة، وبالشكل الذي يضمن استفادة دول العالم كله من أجل تحقيق ‏الرفاهية من جهة أخرى ؟. ‏ ‏ ب - هل اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارةTRIPS ‎التي ‏أدرجت في مفاوضات المنظمة العالمية للتجارة، والتي من أهدافها تحقيق التنمية ‏التكنولوجية، ومساعدة الدول النامية على نقل وتعميم التكنولوجيا بما يحقق إنشاء ‏قاعدة تكنولوجية سليمة وقابلة للاستمرار ساعدت حقا على هذا الأمر، أم أنها ‏كانت أداة فظة من أجل تقنين دولي لاحتكار التكنولوجيا ؟. ‏ إن هذه الإشكالية نعالجها من خلال المحاور التالية: ‏ ‏ 1 -الإطار النظري التكنولوجي المفسر لنمط التجارة الدولية. ‏ ‏ 2-اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة ‏TRIPS‏: نطاقها ‏وأهدافها. ‏ ‏ 3-دواعي ودوافع دمج الملكية الفكرية في الإطار التجاري متعدد الأطراف. ‏ ‏ 4- مظاهر إجرائية تعزز احتكار التكنولوجيا. ‏ ‏ 5- انعكاسات اتفاقية ‏TRIPS‏ على الدول النامية. ‏ ‏ 6- الخاتمة و التوصيات. ‏

الكلمات المفتاحية

الملكية الفكرية ‏