مجلة الإعلام والمجتمع
Volume 4, Numéro 1, Pages 49-63
2020-07-15

الخطاب الإعلامي وأسئلة العيش المشترك في ظل العولمة بين الواقع والمأمول -دراسة سسيو ثقافية في الآليات والأبعاد-

الكاتب : موسى المودن . عباس أعوماري . خولة خمري .

الملخص

يشهد العالم اليوم تفاعلات ثقافية رهيبة وهو ما يضع الهوية الإسلامية التربوية أمام تحديات كبيرة نتيجة للانتشار الكبير لمد العولمةGlobalisation المروج لها عبر الإعلام والتي اكتسحت العالم برمته وأصبح لها الدور الفاعل بشقيه الإيجابي والسلبي في تفعيل الحراك الفكري والثقافي عامة وبالتالي تثير أسئلة الأمن الفكري في علاقتها بالهوية الدينية. إن هذا العبث الأنطلوجي المنتشر بالإعلام سواء على مستوى التنظير أو الممارسة أو الرؤية المستقبلية، وأمام عمليات الاختراقات الفكرية في اطار لعبة العولمة متجاهلين توفير شروط العيش المشترك، فقد طفت إلى السطح العديد من الإشكاليات، خاصة في ظل غياب منظومة اعلامية واضحة المعالم، ولعل أبرز هذه الإشكاليات: اشكالية عدم قدرة القائمين على الخطابات الإعلامية المستردة من البرامج الاعلامية الغربية على تطويعها مع طبيعة الثقافة العربية، وهذا بدوره ولّد اشكاليات أخرى من مثل: تمثل الشاب العربي لهوية ثقافية لا تمثل ثقافته الأصلية، وهو ما جعل العديد من الدول تدق ناقوس الخطر بسبب انتشار ظواهر أخلاقية بعيدة عن القيم الإسلامية وسط الشباب العربي، ناهيك عن فقدان الشاب العربي العيش المشترك، فتلك الثقافة هي من صلب الثقافة العربية المعروفة لدى علمائنا الأجلاء أمثال، ابن رشد، ابن حزم، الماوردي...وغيرهم من العلماء الذين قدّموا للإنسانية الكثير بفكرهم النّير بعيدا عن أي مركزية مغرضة فبدل انتشار هذه الظاهرة حلت محلها الخطابات التكفيرية والغلو والتطرف. أمام أهمية الموضوع والاشكاليات المطروحة هذه الأسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها متبعين آليتي التفكيك والتحليل كنوع من المقاربات السسيوثقافية، قصد سبر أغوار دور الإعلام في تفعيل ثقافة العيش المشترك من عدمه خاصّة في ظل انتشار خطابات العولمة الإعلامية التي تحكمها سياسة المركزية الغربية المزعزعة لكيان وأمن الدول وفق آليات وأبعاد جد متطورة، كما سنعمل على دراسة تفاعلات ديالكتيك الشّرق والغّرب، والتواجد الحضاري لكل منهما بين عقل عربي هزيل متشبّع بقيم القابلية للاستعمار كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي عقل متلق للفكر الغربي، يقتات على تلك الأفكار التي فقدت فاعليتها هناك، وبين عقل غربي منتج وفاعل في سيرورة التواجد الحضاري العالمي.

الكلمات المفتاحية

الخطاب الإعلامي، الأمن الفكري، العولمة الإعلامية، المركزية الغربية، العيش المشترك.