دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية
Volume 19, Numéro 2, Pages 29-56
2019-12-19

الأسر المغربية في مدينة القدس وبلاد فلسطين -تاريخ الاستقرار، الدوافع، الأدوار.

الكاتب : موسى المودن . جيهان طه .

الملخص

برزت الحركة الصليبية في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي عندما استنجدت دولة الروم الشرقية ودول الغرب المسيحي بالفاتيكان لمحاربة دولة السلاجقة المسلمين في المشرق، والدولة المرابطية في المغرب. ووجدت البابوية في ذلك فرصة سانحة لكي تتبوأ الكنيسة الكاثوليكية مكانة الصدارة بالنسبة لسائر المسيحيين، لذلك بدأ البابا أوربنوس الثاني منذ سنة468هـ /1075م يخطب في الكنيسة ويحث المسيحيين وقادة دولهم على القيام بحروب صليبية ضد المسلمين. نتج عن توالي الحملات الصليبية على بلاد الإسلام احتلال مناطق عديدة من بلاد الشام وفلسطين، وزاد من أثر هذه الحملة الشرسة على بلاد الإسلام الفرقة والضعف الذي دب في أغلب الإمارات التي كانت في بلاد المشرق الإسلامي، فكان من أخطار ما نتج عن هذه الحملات احتلال الصليبيين لمدينة القدس ومسجدها الأقصى، وتحويل أجزاء من فلسطين إلى مملكة صليبية عاصمتها بيت المقدس. بعد هذه الحملات ستقوم عدة حركات مقاومة منظمة وغير منظمة كان الهدف الأساس منها رفع الظلم والحيف الذي لحق بأهلنا من جهة، وتحرير بيت المقدس والأراضي المغتصبة من جهة أخرى، سواء كانت حركات محلية مكونة من أبناء الثغور المغتصبة، أو إسلامية مكونة من الجيوش النظامية التابعة للإمارات الإسلامية، والمتطوعة القادمين من كل حد وصوب، يرافقهم في هذا الأمر الجلل حب الإسلام، والرغبة في الدود عنه وعن أهله. لم يكن الحج وحده من يغري المغاربة بزيارة المشرق الإسلامي، بل كانت زيارة بيت المقدس باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من بين ما يغري حجاج بيت الله على قصد الديار المشرقية أيضا، وأثناء الحروب الصليبة على بلاد فلسطين الشام ازدادت وتيرة الرحلات المغربية إلى بلاد المشرق بالعموم وفلسطين والشام بالخصوص، سواء لأداء مناسك الحج أو لطلب العلم وللمرابطة على ثغوره في فترات أخرى. ظلت فلسطين ومدينة القدس مهوى أفئدة المسلمين من بلاد المغرب بعد احتلالها من طرف الصليبين، حيث حجوا إليها أفواجا للمرابطة على ثغورها البرية والبحرية، أو للتطوع ضمن الأساطيل البحرية لمهاجمة الأساطيل البحرية الصليبية وإنجاد المدن والثغور المحاصرة، وكذا حماية المدن المهددة من أي عدوان محتمل، لهذا تبوؤا مكانة خاصة عند ملوك ورؤساء البلدان الإسلامية وخاصة القائد الإسلامي البطل صلاح الدين. استقرت الكثير من الأسر المغربية في مدينة القدس والشام بعد تحريرها، حيث أسسوا بالقرب من المسجد الأقصى حيا سمي عليهم، وهو حي المغاربة، وعليه سميت باب المغاربة، واستمر تواجد هذه الأسر في بيت المقدس إلى قيام دولة الكيان الصهيوني التي قامت بتهديم الحي، ومحو أغلب الأثار التي تدل على هذا التواجد، مما اضطر الكثير من الأسر المغربية إلى الهجرة نحو بلدها الأم، أو باتجاه البلدان المتاخمة،ومنهم من فضل المكوث بين جدران المدينة العتيقة بمدينة القدس. الكلمات المفتاح: الحملات الصليبية، أحوال بلاد المغرب وفلسطين، الأسر المغربية، التأثير الثقافي والعلمي.

الكلمات المفتاحية

المغرب- فلسطين- التأثير- التأثر- الحملات الصليبية