مقاربات فلسفية
Volume 11, Numéro 1, Pages 73-88
2024-04-24

من مثقف الحداثة إلى مثقف السيولة عند زيجمونت باومان From The Intellectual Of Modernity To The Intellectual Of Fluidity At Zygmunt Baumann

الكاتب : واحك مراد .

الملخص

تأسست الحداثة على مفاهيم وتصورات صلبة، جاءت كبديل عن التصورات الدينية المسيحية في القرون الوسطى، كان المثقف هو الذي يقوم بمهمة إنتاج القيم والأفكار والمعاني لهذا العصر الجديد الذي تتميز أفكاره بالمتانة والوضوح والصلابة. لكن مع الحداثة السائلة، وعصر العولمة لم يعد الزمن الجديد يحتاج فيه إلى مثقفين بالمعنى الذي كان سائدا في عصر الحداثة، أي إلى المثقف الرسالي والمناضل الذي يعمل على نشر رسالة سامية وفاضلة، فالعولمة في زمن الرأسمالية التقنية الفائقة، أصبغت على الحياة بسيلان مفاهيمي وقيمي بحسب تعبير زيجمونت باومان، حيث ذابت المفاهيم الواضحة وانصهرت ولم يعد هناك قيم ومعاني وأفكار محددة بعينها ومضبوطة ومتماسكة، فلم يُبقي التحديث أي شيء صلب وثابت، من هنا تحول المثقف من مثقف صلب يدعو إلى قيم ومبادئ صلبة إلى مثقف سائل يدعو إلى الحفاظ على الوضع الراهن الذي تحتكره الشركات الكبرى كلمات مفتاحية: الحداثة، السائلة، الصلب، المثقف، الرأسمالية، العولمة. Modernity was founded on solid concepts and perceptions, which came as an alternative to the Christian religious perceptions of the Middle Ages. It was the intellectual who undertook the task of producing values, ideas, and meanings for this new age, whose ideas were characterized by durability, clarity, and solidity. But with liquid modernity and the era of globalization, the new era no longer needs intellectuals in the sense that prevailed in the era of modernity, i.e. the missionary intellectual who works to spread a sublime and virtuous message. According to the expression of Zygmunt Baumann, where clear concepts melted and fused, and there were no longer specific, controlled and coherent values, meanings, and ideas, so modernization did not leave anything solid and stable, due to the policy of the major capitalist companies.

الكلمات المفتاحية

الحداثة، السائلة، الصلب، المثقف، الرأسمالية، العولمة.