معالم
Volume 3, Numéro 2, Pages 69-79
2011-10-01

إشكالية المصطلح اللّساني والترجمة •

الكاتب : عبد الجليل مرتاض .

الملخص

لعل أنسب عمل تركه أندري مارتيني مفصّلا وموضّحًا في اللسانيات السانتكسية والوظيفية كتابه الموسوم "عناصر اللسانيات العامة "Eléments de linguistique générale" الّذي تُرْجِم إلى العربية بأكثر من مترجم، إحدى هذه الترجمات لأحد الأساتذة السوريين من الألمانية، وليس من لغته الأصل، وهي ترجمة إنشائية بعيدة عن لبّ دقائق ما ورد في هذا الكتاب، حتى إنها لا تقول ما يقوله، ولعلّ من أسباب ذلك أن المترجم مختص في الأدب المقارن، ولا صلة له باللغويات قديمها ولا حديثها، ومما عجبت له أن هذه الترجمة مقدّم لها من اللّساني الجزائري المعروف بصرامته العلمية الحاج صالح عبد الرحمان. وحَسبُنا ملاحظة على الترجمة المشار إليها أعلاه ما جاء في الترجمة الجزائرية "وتعدّد الترجمات ليس جديدًا، والّذي ينبغي أن نقوله بالنسبة لعملنا هو أن كتاب مارتني طبع أكثر من مرة، والّذي تنفرد به ترجمتنا هو الاعتماد على طبعة سنة 1980، وهي مزيدة ومنقّحة بالنظر لـ ط1970، بالإضافة إلى ذلك، نذكر سبَبَيْن رئيسيَّين (بالنسبة للترجمتين السابقتين)( ) جعلانا نقدم على العمل أولهما أن الأستاذ أحمد الحمو ترجم عن ترجمة كان يتقن الألمانية فاعتمد الترجمة الألمانية، ثانيهما أن الفصل الثاني من ترجمته لا يحتوي إلا على ست عشرة فقرة من بين تسع وثلاثين فقرة في الأصل؛ أي بفارق ثلاث وعشرين فقرة أو ما يعادل عشرين صفحة من الكتاب، أما الترجمة الثانية، فيغلب عليها إبقاء المصطلح الفرنسي، والأمثلة المأخوذة من الفرنسية"( ). ومع عدم اطلاعي على ترجمة ريمون رزق الله، فإن ملاحظة الزبير سعدي على إبقائه المصطلح الفرنسيّ والأمثلة الفرنسية، كافية لتقنعنـي أن هذه الترجمة أفيد من هاتين الترجمتين، وخاصة بالنسبة للمصطلحات اللسانية المتفاوتة بشكل فاحش بين اللسانيين الفرنسيين أنفسهم، فكيف يعد ترجمتها إلى لغات أخرى لا تشترك أرومة معها؟ أما إبقاء الأمثلة باللغة الأصل، فهو الصواب بعينه، لكن يجب ترجمتها إلى اللغة الهدف في الوقت نفسه.

الكلمات المفتاحية

الترجمة - اللسانيات - المصطلح