مجلة المواقف
Volume 17, Numéro 1, Pages 608-620
2021-07-29

الحرب والمثقف بالمغرب الأوسط خلال العهد الزياني

الكاتب : ناصري محمد . بلعربي خالد .

الملخص

الملخص: السلطة السياسية -باعتبارها مسيرة لدفة الحكم- بحاجة دوما إلى نسج شبكة من العلاقات مع مختلف الشرائح الإجتماعية، تدفعها في ذلك مجموعة من الأهداف والغايات التي تسعى إلى تحقيقها في إطار توجه الدولة واستراتيجيتها، ولعل من بين الشرائح الإجتماعية التي سعت السلطة إلى تكوين علاقات معها ضمن أولوياتها السياسية نذكر فئة العلماء، على أن نموذج السلطة في أدبيات الفلسفة السياسية الإسلامية كان يحتم هذه الأولوية، باعتبار أن مؤسسات الدولة المنبثقة من هذه الفلسفة تقوم في تسييرها على العلماء، كمؤسسة القضاء والحسبة ودواوين الكتابة وغيرها من المؤسسات. يجد المطلع على التاريخ الإسلامي أن أنماط هذه العلاقة بين السلطان والمثقف عرفت تذبذب في نوعية هذه العلاقة بين الحظوة والنكبة، وترتبط هذه الأخيرة بعدة معايير تؤدي بالمثقف من مجالس السلطان إلى غياهب التهميش وغضب السلطان، ومن زاوية أخرى تتنوع أطر هذه العلاقة بين حالتين وهما السلم والحرب. على أن أمراء الدولة الزيانية لم يشذوا عن من سبقهم من أمراء الرستميين والفاطميين والحماديين والمرابطين والموحدين، فإذا كانت تجربة عبد الله بن ياسين بما انجر عنها من ترسيخ سلطة الفقهاء، وتجربة المهدي بن تومرت كعالم يضع أسس غير بعيدة عن أمراء الدولة الزيانية، وهو ما حذى بهم إلى بناء علاقات مع العلماء، قوامها التقريب والحظوة. جدير بالذكر أن العهد الزياني عرف انتشار كبير للعلماء، وبالخصوص في العلوم الدينية، وهو ما كان يفرض على السلطان التقرب منهم لأن هذه النخبة العلمية لم تكن من ذلك النوع المنطوي على نفسه، بل كانت نخبة فاعلة في المجتمع مؤطرة للمجتمع التلمساني تدريسا وإفتاءا وتوجيها، لكل هذه الإعتبارات كانت ضربا من المجازفة أن يغض السلطان الطرف عنهم. ولا يمكن أن نغض الطرف عن الهدف الواضح للعيان والمتمثل في سعيهم الحثيث لكسب نوع من الشرعية، خصوصا في شذوذهم عن الوصفة السياسية المتمثلة في العصبية القبلية والدعوة الدينية لتأسيس دولة، وبقراءة إحصائية لصراعات الدولة الزيانية مع المرينيين والحفصيين والمعارضين من القبائل العربية والبربرية نجد أن الوجود السياسي للدولة الزيانية كان في معظمه فترات حرب تتخللها فترات سلم وليس العكس. وهو ما يحيلنا مبدئيا أن العلاقة بين السلطة الزيانية والمثقف تمت في أغلب الأحيان في إطار الحرب، وهو ما نسعى إلى التركيز عليه في هذا المقال من خلال تتبع لحالة المثقف خلال فترة الحروب، وأنماط تعامل السياسي الممتشق للسيف مع المثقف، والإرتسامات الذهنية للحرب في مخيلة المثقف وانعكاساتها على الإنتاج الفكري. Abstract: Historical pages of islamic political system in middle east shows that political powers as it is considered as the main march for the helm of government needs always to weeve a network of relationship with society in general that is pushed by set of goals that seeks to achieve it with in the frame wars of state and it is strategies and perhaps from these social grades which government to form relations is in it’s political priorities for instance we memtion the category of scientist that consider and sees this priority as imperatige considering that emerging state institutions from this philosophy is based on scientist such as writting offices and other fields and what is worth tomentions that the zianide era know a wide spread of scientist especially in religion science and that what itw as obliging the sultan to get closes to them because this scientific elite wasn ‘t the kind that involves itself but was influencing society and this is what is initially to recognize the relation between authority and educated people during the periode of war and the treaking ways of a politician with a well educated man and it’s consequences on intellectuel.

الكلمات المفتاحية

الحرب ؛ المثقف ؛الدولة الزيانية ؛ابن خلدون ؛تلمسان. ; war ؛scientist ؛zianide ؛ibn khaldoun ؛ tlemcen