الرواق
Volume 9, Numéro 1, Pages 843-858
2023-06-17

التداخل اللغوي بين الفصحى والعامية من منظور عبد الرحمن حاج صالح

الكاتب : عمامرة كمال . مقدم فاطمة . راضية بن عريبة .

الملخص

مما لا شك فيه، هو أنّ اللُّغة الطبيعية تعدُّ من أهم الأدوات التي يستعملها الإنسان لتحقيق قصده، وتجسيد أهدافه؛ أي لتحقيق الإفهام والفهم بينه وبين الآخر من جهة، ولتحقيق ما يصبو إليه من جهة أخرى، بيد أنّ أهميّتها قد تتجاوز ذلك إلى كونها هي الأداة الأهم من بين مجموع الأدوات اللغوية وغير اللغوية، حيث لا يقتصر دورها على وظيفة نقل الخبر، أو وصف الواقع؛ بل يستطيع الإنسان بواسطتها أنْ ينجز أعمالاً كثيرة لا يستطيع إنجازها بغيرها، وبناء على ذلك، فاللّغة هي الشفرة الرمزية المهيمنة في العملية التواصلية، سواء أكانت لغة فصيحة أم عامية. وتبعا لذلك تكمن أهمية المعرفة باللّغة واستعمالاتها الفصيحة والعامية بين أفراد الجماعة اللغوية؛ لأنّ غاية مرسل الخطاب تكمن في التأثير على المرسل إليه، فلابد من توافر مجموعة من الشروط حتى يتمكن المرسل من تحقيق قصده، إذْ لابد له من أن يمتلك اللّغة في مستوياتها المعروفة، كالمستوى الصوتي، والتركيبي، والأسلوبي...، و يعدُّ المستوى الدلالي من أهم المستويات التي تتبلور فيها مقاصد المرسل، لذا وجب عليه أن يكون ملمًّا بالعلاقة الكائنة بين اللفظ والمعنى التي تُحتِم عليه ضرورة معرفته بقواعد تركيبها وسياقات استعمالاتها المختلفة، وبالإجمال، معرفته بالمواضعات التي تُنظِم إنتاج الخطاب بها، فتؤدِّي بدورها إلى نجاح مرسل الخطاب في بلوغ مقاصده، حتى وإن عَمَدَ إلى الإخلال بقواعد نظام اللغة العربية الفصحى، ولجأ إلى توظيف العامي من اللّفظ حتى يُحقّق أهدافه وغاياته المختلفة. وتساوقا مع ما تقدم ارتأيت أن تكون ورقتي البحثية موسومة بعنوان: التداخل اللغوي بين الفصحى والعامية من منظور عبد الرحمن حاج صالح.

الكلمات المفتاحية

التداخل ; اللغوي ; الفصحى ; العامية ; عبد الرحمن حاج صالح