الخطاب
Volume 19, Numéro 1, Pages 107-142
2024-01-26

مناهج النقد الأدبي والجدل الثقافي، مطارحة أبستمولوجية حول "الوظيفة الجمالية البنيوية" و "الهجنة الثقافية ما بعد البنيوية" أنموذجا.

الكاتب : بغلول بوزيان .

الملخص

سبق للنقد التقليدي أن اعتنى بقضية الثنائية الجدلية لغة ــ فكر وعلاقتها بتحصيل المعرفة على المستويين الأدبي والنقدي، يعني أيُهما أسبق وأولى من الآخر دون أن يخرج بنتيجة حاسمة إزاءَهما، ونعتقد أنه ما كان للنقد التقليدي أن يهفت أمام بزوغ نزعة النقد البنيوي ثم النقد ما بعد البنيوي لولا أنه فشل في قضية الحسم تلك، من هذا المنطلق يحاول البحث مطارحةً وليس مقاربةً إعادة بعث القضية من جديد على مستوى أدق وحدة أو عنصر حساس ضمن مدرستين نقديتين ليس مختلفين تماما لكنهما طفرة علمية لأحداهما على أنقاض الأخرى وهما "الوظيفة الجمالية البنيوية" أو (البنيوية الوظيفية) في الدرس النقدي والأدبي البنيوي و "الهجنة الثقافية" في الدرس النقدي والأدبي ما بعد البنيوي، والذي نخال أن كليهما يشكلان مرحلة أبستمولوجية في نظرية النقد ونظرية الأدب واطّراد التقدم العلمي والمعرفي المقاوم للثبات والانعزال، أي كليهما جهد أبستمولوجي نحو البحث عن ماهية الأدب والنقد الحقيقيين، إذ مطارحتنا ستكشف عن المفارقة أو النقص الجدلي لكلا الأنموذجين إلى ما يُكمِّلهما، فهُما بحاجة إلى من يُكمّلهما على مستوى مبادئهما ومرتكزاتهما الإجرائية والمنهجية؛ فلا لغة جفاف المخيلة والتجريد هي بالنقد والأدب المكتمل الحلقات المعرفية ولا النزعة المضمونية الغير واقفة على جماليات بيان اللغة التي من شأنها أن تكبح شراسة الذات وجُموحها المتطرف هي كذلك. إشكالية التعمُّق في المعرفة تكمن في هذا الجدار المتين بين "مثالية الفكر" وتجربة المحسوس بمعونة رسوخية الثقافية في كليهما والثقافة هنا تمتد معناها من قيم التقاليد والعادات إلى تجاوز الفكر العلمي لها تاريخيا أو أبستمولوجيًا، لتغدوا بهما المعرفة ضحلة مستغنية عن طرفها الجدلي الذي ليست لها أي قيمة بدونه، فمفاهيم المناهج الألسنية و البنيوية ليست لها أي قيمة معرفية بمعزل عن ما تحمله من فكر معرفي تجريبي ملموس حتى وإن وجدت لها علاقة دلالية. اكتساب معرفة جدلية تحصيل حاصل، لمّا كنا بإزاء الخطاب حول هوية ثابتة تجريدا لا متحولة لغةً وخطاباً ثقافيا، من خلال أنموذجنا المختار الدراسات الثقافية، وبالتحديد النيو كولونيالية، وبالتحديد أكثر "الهجنة الثقافية" باعتبارها معرفة ما بعد بنيوية، لأن وعاؤها الذي هو اللغة، التي تتجرد من قيمتها الذوقية البلاغية سردا ونقدا، بإعطاء الأولوية لانتظامها البنيوي أو الشكلي الجاف المستقل عن التجربة المحسوسة (وهي الشق الأول "الفخ" في طرفي الجدلية الثقافية) من جهة، ومحتواه (الوعاء) بالضرورة هي المعرفة المشيّدة بنيانها مضامينًا ثقافية جدلية المتخندقة في كيان الذات (وهو الشق الثاني "الفخ" في طرفي الجدلية الثقافية) من جهة أخرى. Traditional criticism has previously taken care of the issue of dialectical dualism as a language - thought and its relationship to the acquisition of knowledge on the literary and critical levels, meaning which is earlier and first than the other without producing a decisive conclusion towards them, and we believe that traditional criticism would not have been eager for the emergence of the tendency of structural criticism and then post-structural criticism Had it not been for his failure in this issue of decisiveness, from this point of view he tries to research an argument and not an approach to resurrect the issue again at the level of the most accurate unit or sensitive element within two critical schools that are not completely different, but they are a scientific breakthrough for one of them on the ruins of the other, namely the "structural aesthetic function" or (structuralism). Functionalism) in the critical literary and structural lesson and the "cultural hybrid" in the post-structuralist critical and literary lesson, which we think that both constitute an epistemological stage in the theory of criticism and the theory of literature and the steady scientific and cognitive progress that resists stability and isolation, that is, both of them are an epistemological effort towards the search for what literature and criticism are. The real ones, as our discussion will reveal the paradox or the dialectical deficiency of both models to complement them, for they need someone to complement them on the level of their principles, procedural foundations, and forbidding. Jh; Neither the language of the dryness of imagination and abstraction is of criticism and literature that has completed epistemological circles, nor the content tendency that is not dependent on the aesthetics of the language statement that would curb the ferocity of the self and its extreme wildness are likewise.

الكلمات المفتاحية

أبستمولوجيا، الوظيفة، الهجنة الثقافية، نظرية النقد، الجدل.