مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية
Volume 10, Numéro 1, Pages 309-327
2022-01-23

ثقافة ما بعد الواجب وتغير مفهوم الإنسان

الكاتب : بن التومي مسعودة .

الملخص

يعد عصر ما بعد الواجب عصراً ثائرا ضد كل القيم الأخلاقية المتعالية التي لطالما حكمت المجتمعات البشرية وكان السبب في ذلك هو الشقاء والبؤس البشري اللذين أورثهما الواجب الأخلاقي المتعالي، الذي يفرط في إنكار الذات الإنسانية جاعلا منها عبدا للقيم العليا متجاوزا رغباتها وحاجاتها ، وقد أفرز هذا العصر نمطا أخلاقيا جديدا يسعى إلى تحقيق سعادة الإنسان ، حيث تكون الذات البشرية هي المشرع للواجب الأخلاقي ومعيارا له ، وقد ساهم هذا النمط الأخلاقي في تغيير مفهوم الإنسان تغييرا جذريا ، وقد أفرز نموذجا إنسانيا غريبا ، إنه إنسان ما بعد الواجب الذي فقد قدسيته وبات مجرد نموذج استهلاكي يسعى فقط لتلبية حاجاته بغرض تحقيق القبول في المجتمع الاستهلاكي، وإلا انتهت صلاحيته ورمي به إلى سلة المهملات ، إنه أسوأ نموذج بشري عرفته الحضارة الإنسانية فهو يرسم صورة الإنسان الخائف من كل شيء ، إنسان بائس يشعر دائما بأنه في خطر . Abstract: The post-duty era is a revolutionary era against all the transcendent moral values that have always ruled human societies, and this was caused by misery and human misery inherited by the transcendent moral duty, which over-denys the human self, making it a slave to higher values beyond their desires and needs, and this era has produced a new moral pattern that seeks to achieve human happiness where the human self is the legislator of moral duty and its standard, and this moral pattern has contributed to changing the concept of man. Radically he has produced a strange human model, he is a post-duty human being who has lost his sanctity and has become just a consumer model that seeks only to meet his needs, in order to achieve acceptance in consumer society or it expires and throws him into the trash, it is the worst human model known by human civilization as it paints the image of a man who is afraid of everything, a miserable human being who always feels in danger.

الكلمات المفتاحية

ثقافة ما بعد الواجب ; ثقافة السعادة ; المجتمع الاستهلاكي ; إنسان ما بعد الواجب ; الإنسان الخائف