مجلة الإناسة و علوم المجتمع
Volume 1, Numéro 2, Pages 10-46
2017-12-30

الأبحاث البيوطبية وتغير مفهوم الإنسان

الكاتب : الدراجي زروخي .

الملخص

يتميز البحث العلمي بالدقة والمنهج والموضوعية، ويتطلب كثيرا من الاهتمام والحذر،ويستدعي جهودا متواصلة وقدرة كبيرة على التخيل والمثابرة والتحكم في الذات،والإنسان قبل أن يمضي إلى البحث العلمي المعروف بشكله الحالي،مارس نوعا آخر من التفكير،هذا التفكير يعرف بالتفكير الفلسفي. وإن حكمت على التفكير العلمي بأنه تفكير منظم وموحد،فهذا لا يعني أن التفكير الفلسفي خالي من التنظيم. بل هوتفكير يخضع لمقاييس منطقية،ويراعي اتساق المقدمات مع النتائج لكن التفكير الفلسفي يعطي أكثر حرية للعقل وأكثر تحررا من الضوابط،ويمتاز بنوع من الشمولية وانفصال التفكير العلمي جاء بعد نضج المناهج العلمية التي تولت عملية تقنين الظواهر وتفسيرها وكانت البداية في التفكير العلمي والأسبقية للعلوم الطبيعية التي تناولت الظواهر الفيزيائية الواقعية هذه الظواهر اتخذ علماءها المنهج التجريبي سبيلا لفهمها وتفسيرها،وبعد النجاح المذهل الذي حققته العلوم الطبيعية،حاول بعض العلماء والمفكرين تطبيق المنهج التجريبي في دراسة الظواهر الاجتماعية فاستقلت بذالك العلوم الاجتماعية عن الفلسفة،غير أن موضوع الدراسة في هذه العلوم يختلف عن موضوعها في العلوم الطبيعية،فهوأكثر تعقيدا وتشابكا،وهذا ما جعل الدراسة العلمية في الظواهر الاجتماعية تعرف عدة عوائق إبستمولوجية،مما استدعى التشكيك في قيمة العلوم الاجتماعية وقدرتها على تفسير ظـواهرها تفســيرا علميا والتخلص من التفسير الفلسفي. وهذا ما جعل التشكيك قائم حول علمية هذه العلوم وظل الاستهتار بها قائما إلى أيامنا هذه،مما فتح الطريق واسعا أمام العلوم الطبيعية لدرجة أصبحت فيه الأبحاث العلمية تتلاعب بكرامة الإنسان متجاهلة كل القيم الأخلاقية مما استوجب إعادة النظر في أهمية العلوم الإنسانية والاجتماعية وبعث نشاطها في محاولة للسيطرة على هذه الأبحاث والحفاظ على منظومة القيم وفي مقدمتها كرامة الإنسان.

الكلمات المفتاحية

الانسان، الابحاث البيوطبية، الأخلاق، العلوم الإنسانية