الحوار المتوسطي
Volume 4, Numéro 1, Pages 16-21
2013-03-15

موقف فقهاء المالكية من القبائل الهلالية بالمغرب الأوسط

الكاتب : شخوم سعدي .

الملخص

مرّ المغرب الإسلامية بعدّة أحداث في تاريخه الوسيط غير من ملامحه العامّة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، ولعلّ أهمّ هذه الأحداث، كان الغزوة الهلالية له في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر ميلادي) التي انتهت بخراب القيروان بعد هزيمة المعز بن باديس (406هـ-453هـ/1015-1061م) على أيدي بني هلال في 12 ذي الحجة (443 هـ (20 أفريل 1052م)، ولقد اعتبر بعض المؤرخين أنّ هذه الغزوة – رغم ما يظهر منها ترتب عليها من سلبيات- أنّها ساهمت في تعريب منطقة المغربويذهب فريق من المؤرخين القدماء والمحدثين إلى أنّها كان ذات آثار سلبية على المغرب إذ أنّها عجلت انهيار حضارته كليا. لكن الدارس لهذه الكتابات التي تناولت الأمر يلاحظ أنّها أغفلت جانبا مهما في المسألة وهي دراسة علاقة الفقهاء بالحدث وتعاملهم معه خاصة إذا علمنا أنّ الفقهاء كانوا يمثلون الطبقة المثقفة المؤثرة في المنطقة في تلك الفترة، وكانت القيروان في هذه الفترة تمثل حاضرة المغرب الإسلامي العلمية، وعرفت نشاطا علميا، منقطع النظير وظهر أعلام كثر في مجالات متعددة خاصة الجانب الديني تمثل في الفقه المالكي وأعلامه، والجانب الأدبي ببروز شعراء اعتبروا من أهمّ أدباء تلك الفترة مثل الحسن بن رشيق القيرواني (390 هـ-463 هـ/1000-1070م) وابن شرف (عبد الله بن أبي سعيد) وغيرهما. وهكذا كانت فترة المعز بن باديس رغم أنّها انتهت نهاية مأساوية فترة حركة علمية هامة في بدايتها، ويأتي هذا العرض، لإبراز تفاعل الجانب الثقافي العلمي مع غزوة بني هلال وبني سليم للمغرب، إذ أن أغلب الدراسات ركزت على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وكذا السياسية وذلك بالإشارة إلى خصائص هذه القبائل، وأشهر الفقهاء المغاربة في السنوات التي دخلت فيها هذه القبائل المغرب وفتاواهم، ومدى تغير مواقفهم مع مرور الوقت، وأثر هذه الفتاوى في تعامل التركيبات الاجتماعية المغربية بين بعضها البعض. ويبقى هذا العرض إشارة تحاول تحفيز الباحثين والدارسين، إلقاء المزيد من الأضواء على هذا الحدث الهام الذي ترك آثاره العميقة في منطقة المغرب الإسلامي للفترات متتالية.

الكلمات المفتاحية

فقهاء المالكية -القبائل الهلالية -المغرب الأوسط