المعيار
Volume 25, Numéro 6, Pages 433-458
2021-09-15

الزّواج القسريّ لدى الأقليّات المسلمة في فرنسا -دراسة فقهيّة مقارنة-

الكاتب : غرغوط محمد . مهاوات عبد القادر .

الملخص

تعيش الأقليّات المسلمة في فرنسا ضمن مجتمع يتّسم بالانحلال الخُلقي، واندثار الصّورة النّمطية للعائلة التقليديّة؛ الأمر الذي دفعها إلى الحرص على تحصين أبنائها وخاصّة الفتيات منهنّ بالزّواج؛ خشية وقوعهنّ في براثن تلك الحضارة، وحفاظًا على التّقاليد والعادات الموروثة، والنّسيج الاجتماعي الذي يمّيزها. لكن قد تترافق مع هذه الخطوة اتّباع أساليب غير مشروعة، تهدف إلى إكْراه الفتيات على الزّواج رغمًا عنهنّ، حارمين إيّاهن من حقّهنّ في اختيار شريك حياتهنّ؛ الأمر الذي دفعنا إلى إثارة الإشكاليّة الآتية: هل يجوز للأب أو أحد أفراد العائلة إكْراه الفتاة على الزّواج رغمًا عنها؟ وهل لذلك الإكراه أثر على صحّة عقد الزّواج؟ وللإجابة عن هذه الإشكاليّة، قمنا ببيان مفهوم الزّواج القسريّ في القانون الفرنسيّ والفقه الإسلاميّ، ثم أردفناه بالتّعريف بالأقليّات المسلمة وإبراز خصوصيّاتها المميِّزة لها، بعدها عرّجنا على واقع الزّواج القسريّ لدى الأقليّات المسلمة في فرنسا، ثمّ بيّنا الحكم الشرعيّ لهذا النّوع من الزّيجات وأثر الإكْراه على صحّة العقد. ثمّ ختمنا بحثنا بسرد أهمّ النّتائج المتوصّل إليها؛ ولعلّ من أهمّها أنّه لا يحقّ للأب أو غيره إكْراه الفتاة على الزّواج دون رضاها، ويحقّ لمن أُكْرِهَتْ على ذلك إبطال هذا العقد أو إجازته إذا ارتأت ذلك.

الكلمات المفتاحية

الزّواج القسريّ ; الأقليّات المسلمة ; ولاية الزّواج ; الإكْراه