دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية
Volume 21, Numéro 1, Pages 179-204
2021-06-30

الحب بين الدين والفلسفة عند ابن حزم الظاهري

الكاتب : سعد عبد السلام .

الملخص

ملخص: إن أشد ما أثار دهشة واستغراب الباحثين هو كتابة الفقهاء في مسألة الحب، بل إن الأمر العجيب هو أن يكون الحب ودراسته السمة العامة لكوكبة من الفقهاء الظاهرية والحنابلة, الذين عنوا عناية كبيرة بالحب البشري، رغم هجومهم العنيف على الحب الإلهي. لأن هؤلاء الفقهاء الذين عُرِف عنهم الوقوف مع ظاهر النص الديني، واتُّهِموا من قبل خصومهم بالجمود والتحجّر والتزمّت, إنطلقوا في هذا الميدان الإنساني وأشبعوه بحْثاً وكتبوا فيه الكتب الكثيرة. فما الذي حمل فقهاء أجلّاء كابن حزم وابن القيم والغزالي على الكتابة في الحب ؟ ومن كان يظن أن حيَواتهم كانت فارغة من أي لون من ألوان الوجد والحب ؟. والذي يَهمُّنا هنا هو تتبع آراء علمٍ بارز من علمائنا الأجلاء، إنه الإمام ابن حزم الظاهري الأندلسي ومعظم الدارسين عالج نتاجه الفكري على أنه فقيه أصولي ومحَدّث وأديب، إلّا أن القارئ لرسالته :"طوق الحمامة" يجد ما لا يمكن تصوره من الطرح العميق والجريء لمسألة الحب فقهيا وفلسفيا؛ ومن ثمة كان من الضروري الحفْرُ في فكر ابن حزم الظاهري الأندلسي لبيان رؤيته الفلسفية والفقهية لظاهرة الحب. ومن يقرأ كتاب ابن حزم:" طوق الحمامة" يجد أن الحب قد شغل ابن حزم في حياته كلها، كما شغله الفقه والحديث والتفسير والكلام. ولعلنا نطرح بعض التساؤلات الضرورية: من أين استمد ابن حزم نظريته في الحب والجمال ؟ وكيف استطاع التوفيق بين اتجاهه السلفي الظاهري المتوقّف على النصوص ؟ وبين دراسته لمسألة الحب، المبنية على الإستبطان الذاتي والتأمل العقلي الفلسفي ؟ أليس شيئا عُجابا أنْ يقوم ابن حزم وهو المُتَّهم بِيُبْس الرأس، والجمود على النصّ، بالكتابة في فلسفة الحب والعشق والغرام والجمال ؟ ثم ما هو الحب في نظره، وما تعليلُه لهذه الظاهرة الوجدانية ؟.

الكلمات المفتاحية

فلسفة الحب، الحب والجمال، الإستبطان،ابن حزم الظاهري ، النص الديني،