أفكار وآفاق
Volume 9, Numéro 1, Pages 87-104
2021-05-05

ماهية السلوك التنظيمي للعامل بين هويته الاجتماعية وثقافة المؤسسة

الكاتب : سبخاوي حنان .

الملخص

ملخص: تعد طبيعة المهنة من أكثر المجالات الاجتماعية تأثيرا في عملية بناء الهويات الشخصية، والتي ترتبط بالتمثّل الذهني الذي يحمله الفرد عن نفسه ،عن علاقاته ، واندماجه في محيط عمله وتوافقه وقيّمه الثقافية، كما ترتبط هذه الهوية بالتمثّل الاجتماعي للمهنة وبالتالي بالنسق القيمي للمجتمع في حد ذاته وعليه فإن الهوية المهنية هي الهوية الشخصية للأفراد بحيث تحدّد مكانتهم الاجتماعية وشبكة علاقاتهم ومركزهم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي فالهوية المهنية ليست هوية شخصية فقط بل هي إسقاط للذات في المستقبل. لذلك يعتبر موضوع الهوية في العمل من أكثر المواضيع تعقيدا في المؤسسة الجزائرية ذلك أنها إذا كانت نتيجة للتنشئات المتتالية التي يعرفها الفرد ومحصلة علاقات سوسيو مهنية ينشئها الفرد داخل المؤسسة فهي إذا ناتجة عن ثقافتين، الثقافة المجتمعية والثقافة التنظيمية ممّا أحدث تقاطع بين الثقافتين داخل المؤسسة الجزائرية، والذي يعرف بثنائية مصادر ثقافة المؤسسة وبالتالي ثقافة العامل بصفة عامة فعملية بناء الهوية بل وإدراكها قد تصبح صعبة نوعا ما، حيث هذه الأخيرة هي الموجه الرئيسي لأي سلوك يمكن أن يصدر عن هذا الفرد، ومنه فهي مصدر لهويته الشخصية والمهنية ، وبما أن الهوية لأي فاعل اجتماعي ليس من شانها مساعدته على التقدم الاجتماعي والمهني بل وتحديد سيرته المهنية كذلك فهي تلعب دورا محوريا في عملية التمايز ويتعدى الأمر إلى تدخلها في المجالات العلمية والفكرية و من الواضح أن الفاعلين داخل المؤسسة أفراد أو جماعات قبل أن يكونوا أعضاء داخل تنظيم معين، فهم أعضاء داخل وحدات اجتماعية أخرى متميزة بثقافة معينة. هذه الأخيرة تؤثر بشكل عميق على الأفراد، و يظهر هذا التأثير في شكل سلوكات و تصرفات قد تتعارض في بعض الأحيان مع أهداف المؤسسة. و عليه فإنه لا بد من اعتبار الثقافة كمتغير أساسي من المتغيرات الواجب الاهتمام بها في تحديد أهداف التنظيم بشكل عام. فالمؤسسة كيان بشري به فاعلون كل فاعل يختلف عن الآخر له قواعد لعبة وأهداف واستراتيجيات خاصة، حيث أن لكل تنظيم خصوصيات سوسيولوجية ثقافية نابعة من ثقافة مجتمع تقليدي أو حديث. إن الاختلاف في الوسط العمالي لم يعد مرتبط بالفئة والكفاءة المهنيتين بل تعداهما ليصبح نتيجة تفاعلات ثقافية متعدّدة ومشبّعة بأساليب التنظيم الاجتماعي والقدرات الفردية إلاّ أن دور الهوية لا يكمن فقط في التمييز والاختلاف بل كذلك في تعزيز الانتماء إلى الجماعة عن طريق الأفكار والمعّتقدات والقيّم باختصار الثقافة التي يتم اكتسابها عن طريق تلقين وتعليم الفرد لمجموعة من الوسائل والطرق المجتمعية وعبر مراحل متتالية أي عن طريق تنشئته وتطبيعه اجتماعيا، وبما أن عملية التنشئة الاجتماعية هي ظاهرة اجتماعية ترتكز على الضمير الجمعي للمجتمع أي أنها تعمل على تلقّي الفرد لخبرات يومية من خلال علاقته بالمجتمع والأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والعمل ....الخ. وكل ما من شأنه أن يساعد على تحديد معالم الهوية الاجتماعية وعليه فالهوية المهنية على اعتبارها هوية اجتماعية هي محصلة لتنشئات متتالية بمعنى التنشئة الاجتماعية التي تلقّاها الفرد في الأسرة والمجتمع وقبل دخوله عالم الشغل، إضافة إلى تلك التي تلقّاها قبل الالتحاق بالعمل والتي نقصد بها التنشئة التنظيمية أو المهنية أي بمعنى الفرد بين هويته المهنية والهوية الاجتماعية. ولتوضيح هذا الارتباط أكثر نطرح التساؤلات التالية: - ما معنى الهوية بشكل عام وما مفهوم الهوية في العمل؟ - ما هو واقع الهوية المهنية للعامل الجزائري؟ وما تأثيرها على اندماجه في العمل؟ - ماهو انعكاس الثقافة الاجتماعية المكتسبة من المجتمع والثقافة التنظيمية على تشكيل الهوية المهنية للعامل الجزائري ؟ - الكلمات الدّالة: الهوية، الهوية المهنية، الهوية الاجتماعية، ثقافة المؤسسة، السلوك التنظيمي. Abstract: The nature of the profession is one of the most important social fields in the process of building personal identities, which are related to the mental representation of the individual about himself, his relationships, his integration into his work environment and his cultural values. This identity is also related to the social character of the profession and thus the value structure of the society itself Professional identity is the personal identity of individuals so as to determine their social status and network of social, economic and cultural relations and identity. Professional identity is not only a personal identity but a projection of self in the future. Therefore, the subject of identity at work is one of the most complex issues in the Algerian institution. If it is the result of the successive developments that the individual knows and the result of professional sociocultural relations established by the individual within the institution, it is the result of two cultures, Which is known as the two sources of the culture of the institution and thus the culture of the worker in general, the process of building identity and even awareness may become somewhat difficult, as the latter is the main guide to any behavior that can be issued by this individual, and it is a source of personal and professional identity, What is the identity of any social actor does not help him to social and professional progress, but also determine his career as it plays a pivotal role in the process of differentiation and beyond the interference in scientific and intellectual fields and it is clear that the actors within the institution individuals or groups before they are members of the organization They are members of other social units that are distinct from a specific culture. The latter deeply affect individuals, and this effect appears in the form of behaviors and behaviors that may sometimes conflict with the objectives of the institution. Therefore, culture must be considered as a fundamental variable to be considered in determining the objectives of the organization in general. The organization is a human being with actors who are different from each other. They have rules of play, goals and special strategies. Each organization has cultural sociological characteristics stemming from the culture of a traditional or modern society The difference in the working class is no longer linked to the category and the professional competence, but rather to the result of multiple cultural interactions, which are saturated with methods of social organization and individual capacities. However, the role of identity lies not only in discrimination and difference, but also in the promotion of belonging to the community through ideas, beliefs and values. Through the teaching and education of the individual to a variety of methods and methods of community and through successive stages, ie through the development and social normalization, and since the process of socialization is a social phenomenon based on the collective conscience of society, that is working on The individual receives daily experiences through his relationship with the community, the family, the school, the group of comrades, work, etc. And all that would help to define the parameters of social identity and therefore professional identity as a social identity is the outcome of successive developments in the sense of socialization received by the individual in the family and society before entering the world of work, in addition to those received before joining the work and which mean the organizational formation or Professional sense ie the individual between his professional identity and social identity. To clarify this link more, we ask the following questions: - What is the meaning of identity in general and what is the concept of identity at work? - What is the reality of the professional identity of the Algerian worker? What impact on its integration in the work? - What is the reflection of the social culture gained from the society and organizational culture on the formation of the professional identity of the Algerian worker? Key words: Identity, identity at work, social identity, organizational culture, organizational behavior

الكلمات المفتاحية

اله ; ية اله ; ية المهنية ; الهية الاجتماعية ثقاف ; ثقافة المؤسسة السل ; ك التنظيمي