مجلة حقائق للدراسات النفسية والاجتماعية
Volume 2, Numéro 8, Pages 54-64
2017-12-10

(قراءة تحليليَّة نقديَّة في آليات إنتاج التطرُّف في الوطن العربي)

الكاتب : نادية بن ورقلة .

الملخص

ملخص: إن حالة الإحباط اليوم في العالم أدت إلى تفشي ظاهرة التطرف بشكل عام؛ والتطرف الفكري والديني والإرهاب والاقتتال الداخلي بشكل خاص، مما أدى إلى ازدياد نزوح وهجرة السكان القسرية ولجوئهم بالملايين تحت أحلك الظروف الإنسانية داخل معظم الأقطار العربية، طلبا للنجاة والأمان. هذا وقد كشفت معظم هذه الأحداث عن ضعف واضح في بنية وهيكلية و عمق و جذور شرعية معظم الأنظمة العربية السياسية والاجتماعية والتنموية، حيث تميزت فترة عهود الدولة العربية ما بعد الاستقلال بظاهرة الانفراد بالسلطة والتعسف وغياب العدالة الاجتماعية وضعف المشاركة الشعبية في العمل العام، فالإقصاء السياسي والاجتماعي لبعض القوى السياسية والفكرية والمجتمعية وانعدام التعددية السياسية والفكرية وعدم تحقيق و شمول التنمية الشاملة للمكونات السكانية في الأرياف والأطراف خارج العواصم و غياب سيادة القانون والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتراجع حقوق الإنسان والحريات الفردية و تفشي ظاهرة الفساد، أدى إلى حدوث ارتباكا قيميا وروحيا ومعرفيا مرت به معظم الشعوب العربية، بالإضافة إلى ظهور صراعات اجتماعية وسياسية، أبرزت هوايات فرعية وثقافات دينية بائدة. هذا بالإضافة إلى أنَّ مجتمعاتنا تفتقر- والى حد كبير- المعرفة بحقوقها المدنية والسياسية، حتى في الدول التي فيها برلمانات وانتخابات وديمقراطية نسبية تكاد تلحظ عليها وبصورة مزعجة غياب ثقافة الديمقراطية وثقافة الحقوق المدنية، وهو ما أدى إلى تردد الناس من إعلان رفضهم على القرارات والقوانين التعسفية والمجحفة كما ظهرت اليوم تحت مسميات، سنة وشيعة وإخوان وسلفيون، يتنازعون الحديث باسم " الإسلام السياسي". وفي ظل التحولات الاستراتيجية التي يعيشها العالم العربي سنأتي إلى طرح سؤال محوري المتمثل في: ما هي ميكانيزمات إنتاج التطرف في راهننا اليوم؟

الكلمات المفتاحية

كلمات مفتاحية: التطرف، نظام الحكم، الوطن العربي.