التراث
Volume 4, Numéro 1, Pages 162-177
2014-01-15

أساليب تنمية القيم السلوكية لدى التلاميذ في الوسط المدرسي

الكاتب : أحمد فاضلي . حكيمة أيت حمودة .

الملخص

شكلت القيم على مر العصور إطارا مرجعيا يحكم سلوك الأفراد ويوجه تصرفاتهم كما انها تحفظ للمجتمع تجانسه وتماسكه وترابطه. ولعل من أبرز دواعي الاهتمام بالقيم ما يتعرض له المجتمع من عولمة ثقافية. وتذويب للقيم، الأمر الذي أصبح يلح على تأسيس تربية قائمة على القيم وهذا لنكون قادرين على تحديد القيم التي يجب أن نعزز وندعم وأي القيم نعدل ونغير، وأي القيم نشكل لمواجهة تحديات المستقبل. و تعد عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة من أهم المصادر الأولية التي تتولى غرس قيم الثقافة العامة للمجتمع ككل، وتتولى المدرسة بعد ذلك عن طريق ما تقدمه من مناهج تصنيف تلك القيم وتقويمها وتنميتها. على العموم، تتكامل المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية في تشكيل هوية ا لمجتمع وصياغة توجهات أفراده في شتى النواحي وتعد المدرسة المؤسسة الرسمية التي أنشأتها ا الدولة لتقوم بتربية وتعليم الناشئة مبادئ العلوم . والأخلاق والقيم والاتجاهات وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي تخلق منهم مواطنين صالحين يسهمون في خدمة أنفسهم ومجتمعهم وأمتهم. ويؤكد علماء الاجتماع أن المدرسة مؤسسة تربوية واجتماعية تعنى بتنظيم وضبط سلوك الجماعة بطريقة حضارية، وهي كذلك تقوم بتبسيط التراث الثقافي وخبرات الكبار. وهناك من يتصور أن المدرسة ما هي إلا غرف الفصول وما يلقى فيها من واجبات ومناهج، إلا أن الأمر أكبر من ذلك حيث انها عبارة عن مجتمع صغير له نظام اجتماعي يشترك فيه الكبار ممثلين بالهيئة التعليمية ، وتنشأ في هذا النظام مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تؤثر في صياغة فكر وثقافة الأفراد. وللمعلم دور حاسم في تنمية القيم السلوكية وتشكيل هوية المجتمع، فهو الذي يتحمل مسؤولية تربية وتعليم الجيل ويقف كل يوم أمام طلابه يتلقون منه العلم والخلق والسلوك السوي، ولابد أن يعتمد في ذلك على مجموعة من الطرائق والاستراتيجيات التي تلعب دورا مهماً في تحقيق هذا الهدف. كما ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مفاهيم معينة، كمفهوم المسؤولية الاجتماعية، والملكية العامة والمواطنة، والمشاركة في اتخاذ القرار، والتعاون، ومفهوم الحق والواجب، المساواة، الإخاء، الحوار، العدل، النقد البناء، حرية الرأي والتعبير، واحترام الرأي الآخر .. الخ. كما ينبغي تضمين الكتب المدرسية بعض المعلومات الأساسية التي يحتاجها الفرد ليكون عنصرا فعالا في الوطن الذي يعيش فيه. لذلك يُعد الكتاب المدرسي أداة مهمة في تحقيق هذه الغاية في العملية التربوية، فالكتاب المدرسي ليس مجرد مجموعة من الورق المطبوع ، والمتضمن للرموز والحروف والأشكال المتناسقة، بل هو أداة وظيفية تعمل على تنمية شخصية التلميذ وغرس ثقافة مجتمعه.

الكلمات المفتاحية

السلوك، المجتمع، الرأي، المدرسة.