مجلة المواقف
Volume 5, Numéro 1, Pages 151-167
2010-12-31

من النصّ "الأدبي" إلى النصّ "المقدس" محاولة نظرية تأسيسية لسوسيولوجيا النصّ الديني

الكاتب : عبد العزيز خواجة .

الملخص

بقي النصّ الأدبي بعيداً عن اهتمامات السوسيولوجيين الأوائل وحتّى كارل ماركس (1818-1883) الذي لم يتم تجميع أوراقه عن الأدب إلاّ عام 1933 (ونشرت عام 1937)، وساور الشكّ ُكثيراً ما راود النقد في مدى مصداقية سوسيولوجيا الأدب معتبراً العمل الأدبي مستقلاً عن التكوينات الاجتماعية، فضلاً عن جعله موضوعاً لعلم الاجتماع، ولم يبدأ التقريب بين الحقلين إلاّ في منتصف القرن الماضي فزادت الأبحاث والدراسات في هذا العلم الجديد القديم (Memmi, A. 1968 :301)، وبقي التخوّف قائما من هذه الظاهرة باعتبارها معقّدة، ما انعكس على مجمل الأبحاث التي ظهرت على شكل أفكار مبعثرة بدل تجميعها في مناهج منظّمة يشتغل علم اجتماع الأدب على العلاقة التي تربط الأدب بالمجتمع أو"الأدب باعتباره ظاهرة اجتماعية" (البحراوي، س. د.تا:01)، ويرى جاك لينهارت، J.Leenhardt أنّ هذا العلم يدرس الأدب باعتباره جزءً من المجتمع من جانبين «المجتمع وكأنّه مجال للاستهلاك الأدبي، والمجتمع وكأنّه موضوع للخلق الأدبي» (لينهارت، ج. 1980 :26). قُدِّم هذا العلم وكأنّه الطرف المناقض للدراسة الأدبية، ممّا منعه من الاستفادة منها ومن ميادينها المرتبطة به، رغم كونه علماً متعدّ Interdisciplinaire سواء في تكوينه المنهجي أوفي نتائجه. فلا عالم الاجتماع ولا المختصّ في الأدب بقادرين على الدراسة الكاملة لهذا العلم إنّما على جزئية محدّدة منه، ممّا يحتم استفادة الواحد من الآخر، فعلم الاجتماع يتعمّق من خلال طرائق دراسة النصوص، ودارس الأدب ينفتّح عن طريق مناهج علم الاجتماع ونتائجه، فقد كان في بروكسل Bruxelles وبوردوBordeaux ميدان عمل جماعي لباحثين متخصّصين من ميادين مختلفة وفي جامعات متعدّدة، وهذا الاتصال متّفق عليه في الأساس العام لكنّه غير متكافئ في الدراسة التطبيقية ويتحدّد حسب الاقتراب من الموضوع والمنهج المستخدم، وبقدر ما يشكّل هذا الاختلاف عائقاً فهوأيضاً مصدر للخصوبة العلمية.

الكلمات المفتاحية

النصّ الأدبي؛ السوسيولوجيا؛ الدين؛ النص المقدس؛ المنهج