جسور المعرفة
Volume 3, Numéro 12, Pages 143-155
2017-12-01

مرجعيّات القارئ في التأويل: اللغويّة، النفسية والثقافيّة ـ من الفهم إلى القراءة ـ

الكاتب : بن علوة خيرة .

الملخص

أصبح طابع الغموض الناتج عن اللغة الإبداعيّة التي تتعالى على الشفافية وتكتسي لبوس الكثافة من الخصائص البارزة في الدراسات الواصفة للنصوص الأدبية المعاصرة؛ ولأنها صارت أمرا مسلَّما به بعد أن وقف عليها بعضهم في البداية وقفة دهشة بين تأييد ومعارضة، فقد خفت بريقها لصالح دراسات من نوع آخر تتخذ قبلة مغايرة، وهي التي تركّز على كيفية فكّ شفرة كثافة اللغة الإبداعية بدل التصفيق لها أو رفضها. وفي عملية فكّ الشفرة هذه تكمن العوائق، خاصة حين تستحضر الدراسة ـ طوعا أو كرها ـ أطرافا تتعالق مع النص بطريقة أو بأخرى، كالمبدع ومقصديته، والنص وبنيته، والقارئ وخلفياته؛ الأمر الذي يزعزع بناء فهمٍ كامل يقينيّ للنص المتناول، وهو ما يضطرّ الإطاحة ببعض الأطراف لصالح أسس معيّنة يقتضيها منهج القراءة، فيغيب المبدع لصالح المتلقي القارئ، وينفتح هذا الأخير على مرجعياته التي تفرض نفسها في عملية القراءة: النفسية والثقافية، بالموازاة مع مرجعية النص اللغوية، فينتقل السؤال من: ماذا أفهم؟ إلى: كيف أقرأ؟ وعليه؛ هل التخلّي التامّ عن المؤلّف وكلّ متعلقاته التي أفرزت نصّه، منهج سليم ومستصاغ إذا نظرنا إليه من وجهة نظر هذا الأخير؟ ما موقفه من هذا الموقع الذي أُعطيَه؟ وهل النصّ الذي أبدعه سيتحكّم في مصيره وصيرورته، فإمّا أن يكون له أو عليه؟ وكيف نوفّق بين بنية منغلقة ومكتفية بذاتها، وبين عنصر دخيل عليها أُعطي سلطان القراءة؟

الكلمات المفتاحية

القصدية؛ المبدع؛ التلقي؛ القراءة؛ الفهم؛ التأويل؛ مرجعيات القراءة.