التعليمية
Volume 5, Numéro 1, Pages 129-143
2015-07-04

آليات تفعيل استراتيجيات التعليم في ضوء المقاربة بالكفاءات

الكاتب : عبد العليم بوفاتح .

الملخص

إنّ نجاح المجتمعات مرهون بنجاح التعليم فيها ، ونجاح التعليم متوقف على مدى العناية التي يحظى بها في هذه المجتمعات... فالعملية التعليمية تمثل حجر الأساس في هذا التطور... ولتحقيق هذا الهدف فإنه من الواجب مراعاة عدة جوانب وتكوين رؤية جادة منظمة تضع في الاعتبار تحقيق الآليات التي من شأنها الوصول بالمجتمع إلى بر الأمان. وهذه الآليات من شأنها أن تحدد الاستراتيجيات ثم تعمل على تفعيلها ، إذْ بمراعاتها تتحقق الأهداف المسطرة وبإهمالها يكون الابتعاد عن هذه الأهداف.. وهذه الاستراتيجيات التعليمية تتوزع بين أقطاب التعليم : المعلّم والمتعلّم وعملية التعليم ، بحيث يتم تفعيل دور كل منها من أجل تحقيق الأهداف المسطرة عن طريق الانتقال من التخطيط إلى الإجراء لتجسيد المعطيات الحقيقة وتحديد الكفاءات المحصلة وتقييمها.. وهذا ما يتجلى فيما يسمى بالمقاربة بالكفاءات التي طريقة بيداغوجية ناجحة تنصب على المنهج التعليمي في المقام الأول، وذلك بجعل المتعلّم محوراً للعملية التعليمية بعد أن كان دوره هامشيا. وهي خطوة جديدة تأتي بعد بيداغوجية الأهداف، ولكنها لا تلغيها ، وإنما تحقق معها ذلك التكامل الذي يفضي إلى النجاح المنشود ، في حال مراعاة آلياتها وتفعيلها في عصر التكنولوجيا. هذا، ولا تتأتّى نجاعة العملية التعليمية بالتحصيل العلمي والمعرفي وحسب، لأن ذلك يجعل من المعلّم جهازاً ملقّناً، ومن المتعلّم وعاءً مُخزّناً ، ومن المناهج والمقررات أرشيفاً ومَخْزناً.. وهذا ما يجني عليها أكبر جناية من حيث أريد لها النفع أحياناً ، من الذين لا يسايرون حركية المجتمعات ومتطلبات العصر ومستجداته .. وسنتناول ههنا جملة من العناصر التي نحدد فيها المصطلحات والمفاهيم لنجعل من عرضها مدخلاً لطرح الإشكالية ومن إيضاحها منطلقا للإجابة على عدة تساؤلات باتت تؤرّق الباحثين والمهتمين في مجال التربية والتعليم .. فما الاستراتيجيات ؟ وما آليات التفعيل ؟ وما صلتها بأقطاب العملية التعليمية ؟ وما المراد بالمقاربة بالكفاءات ؟ وكيف يتحقق تفعيل هذه على ضوء تلك ؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون الإجابة عليها وتجليتها موضوعاً لبحثنا..

الكلمات المفتاحية

استراتيجيات التعليم ; المقاربة بالكفاءات