Insaniyat
Volume 9, Numéro 2, Pages 5-22
2005-06-30

سيرورة الرمز من العتبة إلى وسط الدار: قراءة أنثروبولوجية في السكن التقليدي التونسي

الكاتب : Saoula Imad .

الملخص

يسعى هذا العرض إلى ترصّد السكن التقليدي التونسي في امتداداته الرمزيّة انطلاقا من قراءة بعض عناصره المعمارية واقتفاء أثر الدلالات المضمرة في الطقوس المرتبطة به. و يكشف المعطى اللغوي نفسه اعتمادا على جذر الكلمة الثقل الرمزي للسكن، إذ يتجاوز تمثّله كمجرّد حاو وظيفي للإحالة على رموز الاستقرار و الحميمية والسكينة، و هو ما تجسّده لحظة التأسيس عبر الطقوس التي بمقتضاها يدشّن البناء. و يحضر الباب بشتّى أجزائه و خصائصه بوصفه العنصر الأكثر كثــــافة في التعبير عن السكن التقليدي تعيينا و ترميزا، و ما الانفعال الخاصّ في التعامل مع العتبة و تلك الفتحة المعروفة ب"الخوخة" و اللجوء إلى تعليق بعض الرموز المادية كالقرون و الخمسة إلاّ إحالات على نظام دلالي بصريّ و فضائيّ قد أحكم المجتمع شحنه. و إذا كان الباب الكبير المغلق مع الجدران العالية الصمّاء و السقيفة المظلمة الخالية توحي جميعها بالانـــغـــلاق و رفض الفضوليين و الغرباء، فإنّ وسط الدّار ينطوي على معنى مقابل حيث تتدفّق فيه الحركة متجاوزة التقطيع الهندسي الوظيفي للفضاء، فإذا نحن حيال عالم مفتوح فسيح: ساحة مكشوفة رحبة للانطلاق من كلّ عقال، هي بمثابة عين شاخصة واسعة للذكريات والخيال و الأحلام، كي يغدو التواصل بين النموذج السكني المادي و النموذج الكوني الرمزي اندماجا و انصهارا.

الكلمات المفتاحية

السكن ؛ الرمزية ؛ المركز ؛ الحميمية ؛ الطقوس ؛ المقدّس.