Insaniyat
Volume 12, Numéro 3, Pages 51-62
2008-09-30

محاولات الانتحار بين فرض الكيان و الهروب من الواقع

الكاتب : Mimouni Mostéfa .

الملخص

إن الانتحار من المشاكل الإنسانية الأكثر خطورة لأنه يثير مخاوف عميقة تجعل الإنسان منشطرا بين الاشمئزاز والانجذاب الغامض. حُرّم القتل (قتل الذات أو الغير) مبكرا، في بداية التاريخ الإنساني ربّما لسبب نفعي، لحماية البقاء وتطور الجماعات الإنسانية، لكن هذا الأمر غير كاف لجعل الإنسان يحرّم القتل بهذه الصرامة. ويبدو لنا أن هناك سببا آخر غامض جدا يجعل الإنسان متجاذبا بين حبّه للحياة ورغبته في إنهاء هذه الحياة. و لم تستعمل كلمة الموت عمدا لأن الإنسان لا يرغب في الفناء، بل في إنهاء مطاف يمكن أن يكون أليما بالنسبة له وفي هذه الحالة يسعى الإنسان إلى إنهاء هذا الألم، وهذا ما نجده كثيرا في محاولات الانتحار. أما في الحالة الثانية، فإن الشعور بمنتهى السعادة يجعل الفرد يرغب تارة في توقيف مسار حياته في هذا المقام كأنه يريد توقيف الزمن.نستنتج من خلال هذه اللمحة الوجيزة لعمل مجموعة البحث[17] أنّ محاولة الانتحار ليست فعلا بسيطا يمسّ مرتكبيه بل هو صدمة عميقة تمسّ كلّ أفراد الأسرة و المحيط. و هو فعل متشعّب المعاني عميق الجذور في مجتمع و محيط و في أسر تعيش وضعيات مختلفة تجعلها تتفاعل مع أفرادها بطرق يمكنها أن تؤدي إلى سلوكات مميتة. و هذا ما أثار اهتمامنا بالجانب العلاجي الذي يكاد ينعدم، إذ يعتني العلاج بالجانب العضوي فقط، و إذا كانت الحالة بسيطة يخرج المريض من المستشفى بعد "غسل" المعدة، وفي الحالات الخطيرة يرسل إلى الأجنحة المتخصّصة، حيث لا يوجد مختص نفساني، وعندما يكون موجودا، فإنّه لا يملك مكتبا يستمع فيه إلى المرضى و في حالات أخرى مثل مصلحة الاستعجالات، نجد نفسانية واحدة تواجه كلّ الحالات الاستعجالية.

الكلمات المفتاحية

الإنتحار ؛ الأسرة ؛ الإنهيار ؛ وهران.