المجلة الجزائرية للأمن والتنمية
Volume 4, Numéro 2, Pages 85-95
2014-07-01

الشراكة الإقتصادية الأمريكية المغاربية بين اعادة تفعيل الإتحاد المغاربي وتحقيق المكاسب الإستثمارية النفعية

الكاتب : عبد القادر بن حمادي . محمد العيد .

الملخص

إن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة المغرب الكبير أصبح جليا منذ الخلافات العالمية الأوروبية الأمريكية بشأن التعاون التجاري الإقتصادي بين كل من الدول المغاربية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى. فالدوائر الأوروبية تخشى من أن تكتسح الولايات المتحدة الأمريكية تدريجيا الأسواق المغاربية، وتحديدا في مجال الإستثمارات بمختلف قطاعاتها وفي مقدمها الطاقة والخدمات وتصدير بعض المنتجات الإستهلاكية, فعلى سبيل المثال للحصر استطاع ان تخلق امريكا لنفسها مجالا حيويا غير مسبوق بالنسبة للشركات الأمريكية العاملة في الجزائر وتونس, حيث صدرت الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية الألفية الثانية, ما قيمته 19.1 مليار دولار من البضائع الى الجزائر, من ضمنها 362 مليون كتجهيزات نفطية و327 مليون دولار لتونس وبنفس الفترة. ان الشراكة الأمريكية المغاربية ليست مشروعا اقتصاديا وحسب, بل هي تنسيق سياسي مستمر وحوار دوري مبني على قواعد ملموسة بين كبار المسؤولين الأمريكيين والمغاربيين على السواء وذلك بتدعيم التعامل مع اعضاء المغرب الكبير كوحدة اقتصادية واحدة, مستغلة بذلك الى وزنها السياسي والعسكري وقدرتها للإستثمار بهذه الدول من خلال عوامل الجذب التي اقرتها بنفسها وفي المجالات المختلفة حيث احتكرت الشركات الأمريكية فضاءات المفاعل النووية للمنطقة رغم العروض الفرنسية المغربية من الناحية التقنية والمالية. كما قامت بالسيطرة على المشاريع النووية الجزائرية عن طريق عقود واتفاقيات تجارية تم تثوقيعها تحت ضغوط الضجة التي فجرتها وسائل اعلام امريكية مع نهاية الألفية المنصرمة. فإلى أي مدى يمكن للولايات المتحدة الأمريكية من ازاحة الشريك المتوسط الأوروبي وتحقيق براغماتيها التجارية وباستمرار ؟

الكلمات المفتاحية

المنطقة المغاربية، الشراكة، الولايات المتحدة، التعاون الاقتصادي.