جسور المعرفة
Volume 8, Numéro 1, Pages 59-68
2022-03-31

المقاومة بالقلم إبّان الاحتلال الفرنسيّ

الكاتب : حراث محمد .

الملخص

لم تُلقّب الجزائر بأنّها بلد الثّوّار اعتباطًا؛ وإنّما لأنّها قدّمت ثورةً صارت الأنموذجَ ومضرِبَ المَثَل في التّحرّر والمقاومة. هذه الثورة العظيمة التي ألهمت الشّعراء والأدباء والكُتّاب أنفس ما جادت به قرائحهم، هذه الثورة التي رافق فيها صريرُ القلم دويَّ المدافع، فاندفعت أمواج الدّم والحبر في تناغم بين من يستشهد ومن يخلّد، وبين من يسقط ومن يخطّط. وبين نَيْر الحتوف ونور الحروف ولدت هذه الثورة من جديد في شتّى الروايات والدواوين والمسرحيات والدّرامات والفنون. فكانت الكلمة ترافق الدم، وكان القلم خدين السّلاح. وكما قام الجنديّ في الجبال بدوره، فالصّحفيّ في الإذاعة والجريدة كان مجاهدا، والطفل والعجوز في الحكايا والأغاني كانا يجاهدان، والشاعر الفصيح والشعبيّ لم يدّخرا جهدا، ولم تتوانَ حلقات الزوايا، وحلقات الأسواق في المقاومة بالكلمة. ولولا هذا الانسجام لما تحقّق المأمول، ولما خلّدت الثورة نفسها، ثورة كان عنوانها: الله أكبر قبل كلّ رصاصة، وكأنّي بالمجاهد لم يشأ أن تفارق الرّصاصةُ الكلمة. لذا فتحاول هذه المقالة أن تستجليَ دور الكلمة في المقاومة، هذه الكلمة التي راحت ضحيةً لها أرواحٌ كثيرة، بين السّجن والنفي والإعدام. لكن كلّ هذا لم يكن مانعا عن تخليد الثّورة بأجمل النّصوص الشّعريّة والنّثرية، التي لولاها لاندثرت أمجادنا الثّوريّة؛ إذْ أصبحت هذه النّصوص فيما بعدُ سِجِلاًّ تاريخيًّا حافلا. Algeria's revolution was not limited to arms, but she was accompanied by weapons, and the word was instrumental in resisting the French occupation of Algeria. Just as the soldier in the mountains was facing the French army with arms and bullets, the Algerian poet, sheikh and teacher in schools resisted by the pen, resisted the ignorance imposed by the occupation on the Algerians. After independence, their writings were the historical record of the events of the glorious Algerian Revolution

الكلمات المفتاحية

القلم ; الكلمة ; الشعر ; الأدب ; الثّورة ; المقاومة