الحوار المتوسطي
Volume 3, Numéro 1, Pages 149-158
2012-03-10

الاستيطان الفرنسي ومصادرة أراضي الجزائريين خلال القرن التاسع عشر

الكاتب : حياة قنون .

الملخص

يعتبر موضوع الاستيطان الفرنسي من المواضيع الهامة في تاريخ الحركة الاستعمارية وتتجسد تلك الأهمية في النقاط التالية: - عملت الإدارة الاستعمارية على تجسيد وتكريس الاستعمار الاستيطاني بالقوة والعنف وحتى بالقانون. - كانت الأرض المسألة الأولى التي مسّها وهددها الاستعمار الاستيطاني لذلك كان الحصول على الأراضي وسيلة لكسب الشرعية في البقاء، فكانت وسائل الاستيطان هي ممارسة العنف، الإكراه، الإغراء، الشراء، الطرد، وحتى المراسيم والقوانين. - قام الاستيطان الفرنسي على الهجرة الأوروبية التي عرفت أنواعا ومشارب متعددة، فكانت دائمة ومؤقتة، فردية وجماعية، قانونية وغير قانونية، فظهر المستوطنون (colons ) إلى جانب الجزائريين أصحاب الأرض الشرعيين. ومن تم صارت العلاقة بين الاستعمار والسكان المحليين علاقة إبادة ونفي وكفاح. - قامت السياسة الاستيطانية على أساس إحلال المستوطنين محل الجزائريين، فتحول كثير منهم إلى عمال خماسين أو عمال في مصانع المستوطنين يعملون على تنمية ثروات المعمرين. - لم يرتبط نجاح المشروع الاستيطاني بالاعتماد فقط على العامل الديمغرافي بتشجيع الهجرة الأوروبية إلى الجزائر لأن بدون احتياطات عقارية لن يجدي نفعا، وبالتالي فإن الأرض هي جوهر المسألة الاستيطانية، إذن فكيف يكون الحصول عليها وكيف انعكس ذلك على الجزائريين أصحاب الأرض الشرعيين، وقد كان التركيز الفرنسي يتجه نحو تحويل الجزائر إلى مستعمرة استيطانية ؟ عملت الإدارة الاستعمارية من أجل إنجاح سياستها الاستيطانية على تهيئة الوضع الذي ستتم فيه عملية التوطين، فكانت الأرض المسألة الأولى التي مسّها وهددها الاستيطان الفرنسي. والأرض قضية كل فرد وجماعة وأمة، فهي مسألة حياة أو موت، لأنّها مصدر العيش والبقاء، ولطالما حافظ الشعب الجزائري على أرضه ورد الخطر عنها من كل عدو محتل أراد أن يغتصبها منه على مدى التاريخ و أثبت حبه وتمسّكه بها، فأقهر المستعمر بأعظم ثورة سجلت في تاريخ الجزائر ثورة نوفمبر 1954 التي توجت بالنّصر والاستقلال

الكلمات المفتاحية

الجزائر- الإستعمار الفرنسي- مصادرة الأراضي