أبعــاد
Volume 6, Numéro 1, Pages 27-41
2019-06-30

العرب والترجمة بين خصوصية اللغة وكونية المعرفة

الكاتب : مصطفي بلبولة .

الملخص

العرب والترجمة بين خصوصية اللغة وكونية المعرفة. د. مصطفى بلبولة ـ جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ـ الجزائر. mostefabelboula@yahoo.fr من الشائع أن العرب كانوا جسرا بين الغرب الحديث والمعاصر واليونان القديمة، فكثيرا ما يذكر أن العرب هم من نقلوا علوم الإغريق إلى أحفادهم في الغرب عن طريق الترجمة. غير أن بعض الغربيين، وبخاصة المستشرقين والمهتمين بالدراسات العربية والإسلامية، يبدون تحفظا شديدا تجاه هذه المسألة، فيقللون من الدور الذي أداه العرب والمسلمون في حركة النقل والترجمة، بل إن منهم من ينكر ذلك جملة وتفصيلا. والتبرير الذي يستند إليه هذا الموقف، هو تلك المسافة التي تفصل بين طبيعة اللغات الهندوـ أوربية، التي تعد اللغة اليونانية واحدة منها، وطبيعة اللغة العربية من جهة كونها تنتمي إلى عائلة اللغات السامية. وقد طوروا في هذا السياق فرضيات ونظريات تكشف للوهلة الأولى عن فساد الاعتقاد ـ السائد عندنا ـ بأن العرب والمسلمين لم يكونوا سوى متطفلين على الحضارات الأخرى، وأنهم غير مؤهلين ذهنيا لينتجوا معرفة علمية أو فكرا فلسفيا، من جهة بسبب طبيعة تكوينهم الذهني البدائي، ومن جهة أخرى بسبب طبيعة لغتهم التي تفتقر إلى المقومات الأساسية للإنتاج العلمي والفلسفي من تجريد وقدرة على التحليل إلخ... فهذه الذهنية المقترنة بهذه اللغة لا تصلح إلا للشعر والخطابة. بل إن هذا القصور يتعدى الإبداع إلى الترجمة؛ فلغة العرب ذاتها، من حيث بنيتها الداخلية، عاجزة عن نقل المعارف العلمية والتجريدات الفلسفية واستيعابها. وسنحاول في هذا البحث أن نفحص هذه الفرضيات والنظريات لمقاربة الإشكالية التالية: إلى أي حد سمحت طبيعة اللغة العربية ـ بشعريتها وبطابعها السامي ـ بأن ينقل أهلها فلسفة الإغريق وعلومهم الضاربة في التجريد، والمصاغة في لغة هندوـ أوربية ذات طبيعة مغايرة؟ وهل استطاعوا فعلا أن يوفقوا بين ما تفرضه لغتهم من خصوصية وبين الطابع الكوني الإنساني لحكمة الإغريق؟

الكلمات المفتاحية

الترجمة ; اللغات السامية ; رؤية العالم ; فرضية سابير