التراث
Volume 5, Numéro 1, Pages 162-185
2015-03-15

منهج" نجيب محمد البهبيتي" في دراسة تاريخ الأدب. - مقاربة في الرؤية والمنهج -

الكاتب : حنان الصلحي .

الملخص

يسعى موضوع هذا البحث إلى تبين منهج "نجيب محمد البهبيتي" في دراسة تاريخ الأدب، مع تحديد مقاربة في الرؤية والتصور وقوفا عند الأبعاد النظرية والنسقية التي تطرحها دراسته للتاريخ والأدب العربيين. ويعد الدكتور "نجيب محمد البهبيتي" أحد أعلام فكرنا العربي المعاصر، ومن أضخم وأصح العقول التي جاد بها تاريخنا الحديث، على نحو ما جاد تراثنا العربي القديم بتلك الأدمغة الجبارة التي أعطت لحضارتنا العربية مدلولها الحقيقي والمتميز، وجعلتها حضارة إنسانية هادفة للعلم والنور وحاملة لرسالة العدل والحق والمساواة. ونجد في فكره نمطا فريدا بين مبدعي عصره، وعندما نحاول تقديم دراستنا حول هذه الشخصية، فإنما نحاول تسليط الضوء على إحدى النجوم الوضاءة التي شغلتها إكراهات الماضي وآفاق المستقبل، فميراثه سؤال مفتوح على الأدب العربي القديم، فيما يمكن أن ينتقل بالإنسان من قيد التقليد إلى فاعلية الاجتهاد، ومن قيد الانغلاق إلى فاعلية الانفتاح. و"نجيب محمد البهبيتي" تجربة رائدة على مستوى الساحة الثقافية العربية قدم للبحث العلمي الشيء الكثير، وأمده بفكره وعلمه وذكائه ما يفخر له، ويعتز به، وامتازت مسيرته العلمية بتقديم مشروع علمي وهب من أجله العمر كله. وضحى في سبيل إنجازه بسائر ما ينتظر أمثاله أن ينعموا به من حياة الرخاء والاستقرار والهناء والسلطة والمال. فاختار لنفسه المسلك الصعب في سبيل الوصول إلى الحقيقة العلمية، فارتضاها لنفسه طيلة الحياة غير متراجع عنها وتقبلها قائلا (ونفضت غبار السخف عن أرداني فلم أكن تاجر ألقاب أو عاشق نفوذ... إنما كنت أعيش للحقيقة العلمية، وأترك ما وراء ذلك... وكنت بذلك سعيدا راضيا) وقال أيضا والذين يعرفونني... يعرفون أني لم أركب ذلك في سبيل ثراء أو شهرة ألتمسها، أو خصب عز علي في بلادي... ولكني إنما قمت به وفاء لحق علمي تبينته أول الأمر شعاعا دقيقا وضيئا خفاقا... وإني تابعته مثابرا مناضلا مواجها في طريقي الطويل أشد العنت وأعنف الخصومات، وذلك لم يخفض من عزمي على المضي في متابعة ذلك الشعاع حتى استفاض الشعاع الدقيق نورا غامرا فياضا فإذا كان هذا الباحث والمؤرخ الأديب؛ اختار لنفسه هذا المسار في سبيل الإفصاح عن الحقيقة العلمية وتصحيح وقائع التاريخ، فما المعالم الكبرى التي ميزت مشروعه الفكري؟و ما الخلفيات التي أطرت منهجه النقدي والأدبي؟ خاصة وأن عمله يبقى خطوة جريئة في الاتجاه الذي طال انتظاره، ومستحق للكشف عن جوانبه، فهو عمل لم يلق الحفاوة العلمية اللائقة به

الكلمات المفتاحية

منهج، تاريخ، الأدب.