التراث
Volume 4, Numéro 1, Pages 38-46
2014-01-15

العلاقات التجارية بين مدينتي عدن وزيلع في العصر الإسلامي

الكاتب : معمر الهادي القرقوطي .

الملخص

العلاقات التجارية بين جنوب الجزيرة العربية وساحل شرق أفريقيا علاقات قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، تشهد على ذلك المراكز والمحطات التجارية التي أقامها العرب على طول الساحل الصومالي الشرقي، وقد كانت التجارة بين الحبشة وجزيرة العرب في تزايد مستمر، وتطو رت هذه العلاقات مع بزوغ فجر الإسلام، فقد امتد نشاط أهل اليمن والحجاز والخليج العربي امتداداً واسعاً، حتى شمل بلاد السند وشرق آسيا ، والعراق والشام غرباً ومصر وبلاد الحبشة وسائر بلاد ساحل شرق أفريقيا جنوباً وفي هذه المشاركة جعلت موضوع هذا البحث يتركز في جانب من تلك العلاقات وهي العلاقات التجارية بين مدينتي عدن وزيلع في العصر الإسلامي. ترجع العلاقات التجارية بين مدينتي عدن وزيلع إلي أهمية موقعهما الجغرافي، حيث تعتبر زيلع أشهر مدن الساحل الصومالي،فهي تحتل موقعاً استراتيجياً عند مدخل باب المندب،مما جعلها تتبوأ مكانة بارزة بين موانئ الساحل الصومالي بالنسبة لعملية التبادل التجاري بين الداخل الأفريقي والمحيط الهندي والبحر الأحمر. بينما يقع بعدن أكبر موانئ اليمن من الجهة المقابلة لمدينة زيلع ، فعلى خليج عدن تستقبل السفن القادمة من بلاد الصومال والهند والصين وسيلان وجزر الشرق الأقصى، فتفرغ ما تحمله من بضائع ثم تحمل من عدن وتنقل إلي الحجاز ومصر والشام براً وبحراً وبالعكس. ومما هو ملاحظ أن المدينتين ترتبطان بعدد من الطرق البرية والبحرية ذات أهمية محلية وإقليمية ، ولعل من أبرزها ما يربط بين عدن وزيلع عبر بحر العرب. ونظراً لهذه الأهمية فإن التعرف على نوع العلاقة التي تربطهما فلابد من أن نلمح لموقعهما الجغرافي وطرق النقل التجاري بينهما، وكذلك التطرق إلي نوع هذه العلاقة، وهل كان بينهما صراع وتنافس أم تعاون وتكامل؟

الكلمات المفتاحية

عدن، زيلع، العصر الإسلامي، التجارة.