مجلة معهد العلوم الإقتصادية
Volume 7, Numéro 2, Pages 13-52
2003-11-16

النزعات الفكرية الكبرى في الإحصاء

الكاتب : بلمير لحسن .

الملخص

الإحصاء الذي نعرفه في شكله الحالي هو نتاج عملية تداخل توافقي حصل عبر التاريخ بين الفلسفة و الرياضيات و التجربة البشرية، كان الإحصاء منذ القرن السابع عشر موضوع نقاش مثير وحاد بين طائفتين من العلماء المختصين. فيعتقد البعض أن الإحصاء هو منهج وأما البعض الآخر فهو عكس ذلك يرقيه إلى مرتبة علم قائم بحد ذاته. وأغلب النقاش الذي كان جاريا بين مناصري الرأيين المتناقضين، والذي لم ينته إلى يومنا هذا، هو يدور حول موضوع دراسة الإحصاء بصفته علم قائم مستقل. وإذا كان مناصري طرح الإحصاء كمنهج لن يلعبوا دورا هاما في إثراء النقاش، فالطرف الثاني المدافع عن فكرة العلم قد قدم رصيدا نظريا كبيرا للنظرية الإحصائية في مختلف مراحل تطورها. والإحصاء كعلم يكتسي في أصله طابعا اجتماعيا، وذلك راجع إلى تاريخ نشأته في المجتمع البشري في القرن السابع عشر بفضل المدرسة الحسابية الانجليزية والمدرسة الوصفية البروسية. ولهذا السبب بالذات، نرى أن الإحصاء يتقهقر فورا من مستوى العلم إلى مستوى المنهج البسيط، كلما خرج عن حدوده الأصلية المتعلقة بميدان الظواهر اجتماعية الاقتصادية. لقد قدمت الاكتشافات الكبيرة التي وقعت في الرياضيات والفيزياء وكذا التجربة في ميادين المعرفة المختلفة رصيدا كبيرا وقيما لم تعرفه نظرية الإحصاء من قبل على الإطلاق. كما تشبع الإحصاء وبطريقة طبيعية أيضا بجميع الأفكار الفلسفية المعاصرة عبر الزمن انطلاقا من الحتمية إلى الأغنوستيكية. وفي نهاية المطاف أخذ الإحصاء جميع المعارف العلمية عن الاحتمالات وسخرها لنفسه كقاعدة أساسية في تطوره.إن العلم الحديث الذي يدرس القوانين المختلفة، التي تسير الظواهر الطبيعية يبين أن غالبا ما يكون المحرك لها ليس السببية الميكانيكية بمفهوم " باسكال " أو الحتمية على طريقة "كيتلي "، بل يكون محركها نظاما عشوائيا كليا، أسسه الصدفة لكن هو في نفس الوقت مرتبط بنوع معين من الضرورة

الكلمات المفتاحية

الإحصاء، النزعات الفكرية