مجلة الحقيقة
Volume 7, Numéro 1, Pages 1-14
2008-06-30

دور المجتمع المدني في النهوض بالتعليم: بوركينا فاسو كنموذج

الكاتب : حامد أبو هدرة .

الملخص

إن بوركينا فاسو البلد المحصور الواقع جنوب الصحراء هو جزء من المنطقة التي تصنفها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بأنها منطقة تعاني التربية فيها من أزمة. ونسبة التمدرس ضعيفة ومستقرة وزحف الأمية متسارع، والنظام التربوي يتصف بالكثير من المساوئ. ورغم الإرادة السياسية المعلنة لا تتمكن الدولة من مواجهة العرض التربوي. وبالتالي فليس من باب المصادفة أن يشغل موضوع التربية المرتبة الأولى في الحملة الرئاسية الجارية حالياً، فجميع المرشحين على اختلاف مشاربهم يعرضون مجانية الدراسة خلال السنوات الخمس القادمة. وذلك يدل على إلحاح المشكل وعلى عظم الآمال المعلقة بخصوص هذا المجال الحساس. أمام موارد الدولة المحدودة ورغم دعم المانحين يظل النظام التربوي البوركيني موسوماً وبعمق بعجز صارخ في مجال العرض التربوي، فبالإضافة إلى نزاعات الأرقام التي لا تنتهي حول نسبة التمدرس ما بين 30 و40% نرى تبايناً بحسب الجنس (الفارق بين البنات والأولاد) وحسب المناطق (المناطق الريفية بالمقارنة مع المناطق الحضرية). وإضافة إلى ذلك نرى سمة أخرى يتسم بها هذا النظام ألا وهي قلة الاهتمام بالتعليم التقني والتكوين المهني والتعليم العربي. (سانوغو وأبو هدرة، 2003).وأمام هذا الوضع الشاغل للبال انتظم المجتمع المدني للنهوض بأعباء هذه المسألة الأساسية. وقد تم القيام بالعديد من الأعمال، كما أُقيمت هياكل للاستجابة لهذا الانشغال. إن الهدف من هذا النص هو إبراز أعمال المجتمع المدني البوركيني في حل مشكلة العرض التربوي الشائكة. والأمر، بشكل أدق، يتعلق بإبراز إسهام هذا المجتمع المدني في النهوض بالتربية في بوركينا فاسو. إن هذا النص يمثل بالنسبة لنا اهتمامات كثيرة على الصعيدين الشخصي والمهني. وبعد إقامة زادت على خمس سنوات في "بلاد النزهاء" نشعر بتعلق بهذا الشعب الذي يحاول أن يتخطى المصاعب اليومية في بيئة من الفقر المادي على أرض قاحلة وعارية من كل ثروة طبيعية. ثم إننا بعد أن وضعنا برنامج بحث حول تدريس اللغة العربية، حصلنا على معلومات هامة حول التعرف على النظام التعليمي خاصة في ما له صلة بتنظيمه وأهدافه. وفي النهاية أن بإمكاننا الإسهام في معرفة مشاكل التربية في إفريقيا معرفة حيوية وفي العوامل المجندة من قِبل الدول والمجتمع المدني من أجل إنجاح عملية مشتركة.

الكلمات المفتاحية

المجتمع المدني، النهوض بالتعليم، بوركينا فاسو كنموذج