مجلة المواقف
Volume 3, Numéro 1, Pages 93-102
2008-12-31

الشيخ مبارك الميلي ومواجهة المشروع الفرنسي لكتابة تاريخ الجزائر

الكاتب : عمارة علاوة .

الملخص

لقد هيمن الاتجاه الوضعي الاستعماري على الحقل المعرفي الخاص بتاريخ بلاد المغرب بحقبها المختلفة، وكرد فعل ظهرت مجموعة من الكتابات الظرفية ساهمت إلى حد كبير في الحد من الانهيار الفكري والحفاظ على استقلالية ماضي بلاد المغرب عن الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. لقد حاولت هذه الكتابات مسايرة الوعي الوطني الذي تبلور بصورة جلية في الربع الأول من القرن العشرين، وأزداد الأمر توترا باقتراب احتفال السلطات الاستعمارية بمئوية احتلال مدينة الجزائر وما واكبها من ظهور كتابات ممهدة للحدث خصوصا كتاب "أسلمة إفريقيا الشمالية، القرون المظلمة للمغرب" لغوتييه وكتاب "بلاد البربر الإسلامي والمشرق في العصر الوسيط" لجورج مارسي سنة 1927.( Marçais G., 1927.) لقد حاول بعض أقطاب الجيل الجزائري الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين التعريف بماضي المنطقة من خلال نشر نصوص تاريخية تراثية لمؤلفين جزائريين عاشوا في الفترتين الوسيطة والعثمانية. ويعتبر محمد بن أبي شنب (ت 1929) وأبي القاسم الحفناوي (ت 1942) من أهم من مثل هذا الاتجاه. (تم على الخصوص تحقيق ونشر نصوص عنوان الدراية للغبريني، والبستان لابن مريم، ونزهة الأنظار للوتيلاني. أنظر، سعيدوني، ن، 2000: 13-14.) خصوصا وأن هذا الأخير قد نشر كتابا يترجم للعديد من العلماء الجزائريين منذ الفترة الوسيطة خصوصا، والموسوم بـ "تعريف الخلف برجال السلف". أما الجيل الثاني، والذي يعتبر الشيخ مبارك الميلي (1897-1945) (حول حياة مبارك الميلي، أنظر مثلا: Cheurfi A., 2001: 263-264.) أحد أهم رواده فقد اتخذ منحنى آخر تمثل في محاولة كتابة تاريخ وطني تتمازج فيه الأحداث التاريخية مع الوطنية المكافحة. وقد سار على منوال الشيخ عثمان الكعاك الذي رسم الخطوط الأولى للتاريخ الوطني الجزائري في كتابه الموسوم بـ "موجز التاريخ العام للجزائر من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسي" الصادر سنة 1925( تونس، مكتبة العرب، 1925.) لقد ألف مبارك الميلي كتابه في التاريخ في زمن التحضيرات لاحتفالات المائة سنة لاحتلال الجزائر في وسط بدوي عندما أقام بالأغواط لأسباب اختلف في تفسيرها، والتي تراوحت بين الهدف الدعوي من خلال توزيع الشيخ ابن باديس لتلامذته على مختلف مناطق التراب الوطني، وبين الدعوة التي يكون قد تلقاها الميلي من طرف عبد العزيز بن الهاشمي، شيخ الطريقة القادرية، الذي اقترح على أعيان مدينة الأغواط دعوة الميلي للاستفادة من دروسه.

الكلمات المفتاحية

المدرسة التاريخية؛ فرنسا؛ الجزائر؛ مبارك الميلي؛ نقد المدرسة الفرنسية