رؤى تاريخية لألبحاث و الدراسات المتوسطية
Volume 2, Numéro 1, Pages 32-47
2021-01-05

كتابة تاريخ الجزائر عند "مبارك الميلي: شيخ المؤرخين الجزائريين"

الكاتب : مراد قبال .

الملخص

تعرض تاريخ الجزائر لحملة مسخ وتشويه من طرف المستعمر الفرنسي، وكان هدفا لسياسته الثقافية والتعليمية منذ أن وطأت قدماه أرض الجزائر سنة 1830م، محاولا تعليم أبناء الجزائريين بأن فرنسا أمهم ووطنهم، وأن تاريخ الجزائر ما هو إلا امتداد لتاريخ فرنسا وأوروبا الرومانية. ولقد تنبه رجال الحركة الإصلاحية إلى الدور الذي يلعبه التاريخ في تربية النشء، وتوجيهه نحو المستقبل، وربطه بماضيه، فعملوا على إدراجه كمادة حيوية في المدارس والمعاهد الحرة، وازداد اهتمام العلماء بتاريخ الأمة الجزائرية، بعد حملة الإساءات الفرنسية لثوابت الشعب الجزائري في إطار الاحتفالات المئوية، وما صاحبها من مساس فظيع بتاريخ الأمة ودينها، فظهرت المؤلفات التاريخية الخاصة بتاريخ الجزائر منذ القديم، تأكيدا على الهوية الوطنية، وتجذيرا لفكرة الكيان الجزائري القديم والأصيل، والتي حاول الاستعمار الفرنسي طمسها. وفي هذا الصدد فإن ظهور مبارك الميلي كأول مؤرخ جزائري حديث لم يكن محل استغراب، فالميلي قد حاول أن يعيد كتابة تاريخ الجزائر على أساس وطني، وذلك من خلال مؤلفه الموسوم بـ "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" الذي ظهر جزؤه الأول سنة 1928م، وبعدها بنحو أربع سنوات (أي سنة 1932م) ظهر الجزء الثاني. خصص الشيخ مبارك الميلي الجزء الأول من هذا الكتاب لتاريخ الجزائر في العهود القديمة، أما الجزء الثاني من الكتاب، فخصصه لتاريخ الجزائر في العهود الإسلامية، وتعود أهمية مؤلف الميلي، إلى اعتماده أسلوب كتابة تاريخية قريب نوعا ما من التأريخ المنهجي، حيث اعتمد مصادر متنوعة منها العربية والفرنسية، واعتبر ابن باديس كتاب الميلي –المذكور- بعثا لحياة الأمة الجزائرية، لذلك صح القول أن مؤلف الميلي يعتبر بادرة جديدة في مجال التوعية التاريخية، لأنه ترك الآثار الإيجابية في نفسية الجزائريين، وحتى المشارقة أيضا، حيث عمد الميلي من خلاله، إلى تحصين وبعث جذور مقومات الشخصية الجزائرية.

الكلمات المفتاحية

تاريخ الجزائر.، الشيخ مبارك الميلي.، المقاومة الثقافية.، الشخصية الجزائرية.، المدرسة التاريخية الفرنسية.