مجلة المواقف
Volume 4, Numéro 1, Pages 271-282
2009-12-31

المواطنة والهوية في فلسفة روسوالسياسية

الكاتب : الحاج رباني .

الملخص

ﺇن وجود الإنسان يتميز عن وجود غيره من الكائنات الأخرى في نقطة أساسية وهي أنه الكائن الوحيد الذي يفكر في هويته وينشغل في قسط كبير من حياته بتبرير وجوده ومحاولة ﺇضفاء الشرعية عليه، ولأنه مطبوع على هذا فإنه مضطر ﺇلى التفكير في صلته بأقرانه من بني جنسه، ﺇذ يتصور أنهم يقاسمونه هذا الانشغال لاشتراكهم معه في الطبيعة البشرية التي تطبع وجوده، والتي تمكنه من التواصل معهم وبالتالي التفكير في كيفية العيش معا ﺇذ يعتبر هذا ضروريا لحياة كل فرد من حيث أنه عاجز عن تحقيق اكتفائه فيما يحتاج ﺇليه بنفسه، لذلك يستحيل أن يفكر في وجوده، بمعزل عن أولئك الذين يقاسمونه هذا النقص، وذلك المصير المشترك، من هنا يصبح العيش المشترك مسألة ضرورية، وبما أن الطبيعة البشرية تنطوي على ميول وأهواء ورغبات أنانية فإن حياة البشر معرضة للهزات العنيفة والصراعات التي لا ضابط لها، مما يجعل حياة الإنسان مهددة بالانحراف والفوضى، هذا ما يؤدي به ﺇلى التفكير في القوانين الملائمة والبحث عن كيفية سليمة لإرساء قواعد جديدة تحقق للإنسان غايته في الوجود، وهي الشعور بالراحة والاطمئنان الفردي والاستقرار الاجتماعي، فيكون أساس تلك القوانين هو الالتزام بالإرادة المشتركة التي تقوم على الحرية والمساواة بين الجميع، والتي تمنح لكل فرد هويته كمواطن وتخلصه من صدفة الطبيعة القائمة في جوهرها على الغريزة غير الواعية، لتنقله ﺇلى عالم الوعي والإرادة وﺇدراك الذات في علاقتها بالآخرين وبالتالي تحقيقها لهويتها، لكن السؤال الذي يتبادر ﺇلى الذهن بصورة تلقائية هو التالي: ما الذي يشترطه روسو في تحقيق المواطنة حتى لا يحن الإنسان ﺇلى حالة الطبيعة التي هجرها نتيجة شعوره بالاغتراب؟

الكلمات المفتاحية

المواطنة؛ الهوية؛ روسو؛ الفلسفة السايسية؛ الطبيعة البشرية