مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 6, Numéro 8, Pages 19-42
2010-06-01
الكاتب : أحمد سعيد بامخرمة . محمد عمر باطويح .
تمر الجامعات العربية الحكومية بمرحلة حرجة تتنافس من خلالها مؤسسات التعليم العالي لتتبوأ المكانة المرموقة لها بين الجامعات العالمية، إذ أن العولمة بكل أبعادها ومتطلبات سوق العمل والتطورات الاقتصادية المعتمدة أساساً على المعرفة تمثل تحدياً أمام الجامعات العربية نظراً لما تواجهه من إشكاليات في النهوض بمختلف أنشطتها لمواكبة تلك المتغيرات، ناهيك عن منافسة متنامية بين المؤسسات التعليمية. كذلك تعاني معظم الجامعات العربية من اختلالات في هياكلها التنظيمية وبرامجها التعليمية وأبحاثها ومختلف أنشطتها التي غالباً لا تتناسب والمتغيرات الراهنة، إلى جانب ظواهر من التلاعب والاستغلال والفساد الإداري والمالي، وما قد تتعرض له أحياناً من فقدان لسمعتها ومكانتها في المجتمع المحيط بها. لذا أصبح من الضروري البحث عن الوسائل الأكثر نجاحاً في معاجة مثل تلك التحديات والاختلالات والظواهر، ووضع الجامعات العربية الحكومية على الطريق الصحيح لخدمة المجتمع. وكان نظام الحوكمة واحداً من الأساليب المهمة، التي أسهمت كثيراً في الحد من التحديات وظواهر الفساد المالي والإداري، إلا أن المعروف حالياً عن هذا الأسلوب إنه اكثر ملائمة للشركات الكبيرة، الدولية منها بشكل خاص. غير أن الشركات المحلية والمنظمات الحكومية العامة والجامعات أصبحت بحاجة إلى نظام حوكمة الشركات، بعد تطويعه بما يتلائم مع ظروفها ومتطلبات عملها. ولطالما يعتبر الاستقلال الأكاديمي والمالي والإداري للجامعات الخطوة الأولى لإمكانية تطبيق مفهوم ومبادئ الحوكمة. في هذا السياق يشير البحث إلى واقع الجامعات العربية الحكومية، ضمن إطار الإشكاليات الداخلية والتحديات الخارجية التي تواجهها ومدى إمكانية تطبيق مفهوم الحوكمة فيها وصولاً إلى الكشف عن الفجوة الإستراتيجية وتحديد وسائل النهوض بمقتضياتها. وبني هذا البحث على مسلمات الاستقلالية كنهج لحوكمة الجامعات العربية الحكومية. ومن أهم هذه المسلمات، على سبيل المثال لا الحصر: الحرية الأكاديمية، العمل المؤسسي العلمي والإنساني، حق التصرف في مواردها المالية، حق اختيار قياداتها الإدارية وفقاً للمعايير العلمية التي تعتمدها، الشفافية في العمليات الإدارية والمالية التي تقوم بها، إذ لم يعد الحديث عن هذه المسلمات، في الوقت الراهن، أمراً غريباً ومثيراً للدهشة كما كان في الماضي، لأنه يقع على عاتق تلك الجامعات انتشال حالة التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والتقني التي يعاني منها الوطن العربي. من هنا، فإن الوصول إلى مرحلة حوكمة الجامعات لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الإرادة السياسية والرغبة الصادقة لتنمية حقيقية في الوطن العربي تمكّن هذه الجامعات فكرياً وقيمياً وعلمياً من القيام بكافة أنشطتها دون تدخلات خارجية احتراماً لقدسية الحرم الجامعي. ويعد هذا التقويم محوراً للفرضية الفلسفية التي يقوم عليه هذا البحث. لذا كان هذا مبرراً لأن يتوجه البحث نحو تطويع نظام حوكمة الشركات مع ما يتناسب ومتطلبات الجامعات العربية الحكومية. وعلى هذا الأساس، فقد أعطي البحث عنوان (إمكانية تطبيق مفهوم الحوكمة في الجامعات العربية: التحديات والوسائل).
الحوكمة
رحالي محمد
.
محي الدين محمود عمر
.
ص 595-606.
منصور عبدالقادر محمد منصور
.
ص 01-18.