افاق للعلوم
Volume 3, Numéro 1, Pages 169-178
2018-01-13

مدينة قسنطينة القديمة، تراث عمراني مهدد بالزوال

الكاتب : ليفة آسيا . بلخلف ابراهيم .

الملخص

ملخص تعتبر مدينة قسنطينة القديمة من أهم المعالم العمرانية الإسلامية في الجزائر، بل ومن أجمل المدن في العالم الإسلامي. لكن لم يتبق من هذا المعلم العمراني الإسلامي الهام سوى الجزء السفلي من مدينة قسنطينة التي تسمى اليوم "السويقة" وبعض البؤر المبعثرة داخل المدينة الاستعمارية، بعد أن اقتطع الفرنسيون بين سنتي 1840 و1870 الجزء العلوي منها. غير أن مدينة قسنطينة القديمة لا تزال تعاني إلى اليوم من تدهور شديد في نسيجها العمراني بعد ما فقدت نحو ثلث بناياتها منذ استقلال الجزائر سنة 1962 وأما الباقي فهو مهدد بالانهيار رغم تصنيفها ضمن التراث الوطني الجزائري مند 1990. نيتنا أن نبرز من خلال مقالنا هذا أهمية مدينة قسنطينة القديمة، كتراث عمراني إسلامي وشاهد على تقاليد وثقافة المجتمع الحضري المحلي وكجزء حي من الذاكرة الجماعية الجزائرية والإسلامية، التي نخشى سرعة زوالها إذا لم تسارع الدولة والسكان إلى الاهتمام بها. طبعا نحن لا ننكر مجهودات السلطات الجزائرية، منذ 1980، للمحافظة على هذا التراث العمراني، والتي باءت كلها للأسف بالفشل، نظرا للهوة الكبيرة بين الخطاب الرسمي والنية المعلنة وبين واقع الميدان. اعتمدنا في بحثنا هذا على تحليل سلسلة من الصور الجوية لفترات زمنية مختلفة، متممة بتحقيقات ميدانية لمعاينة الحالة العامة للبنايات في "السويقة". كما أجرينا استجوابات مباشرة مع شريحة ممثلة لسكان المدينة القديمة، واطلعنا من خلالها على مدى وعيهم بضرورة المحافظة على مدينتهم كتراث عمراني إسلامي وعلى مدى استعدادهم للمشاركة في أي مشروع يهدف إلى المحافظة على هذا التراث بدءً بصيانة منازلهم وترميمها. نأمل أن نساهم بمقالنا هذا في فهم إشكالية المحافظة على التراث العمراني الإسلامي في الجزائر، وإبراز العلاقة بين القيمة التراثية للمدينة وبعد سكانها الثقافي، ومدى تعقد عمليات صيانة وتثمين التراث الحضري وإدماجه ضمن مخطط يشمل التجمع الحضري القسنطيني.

الكلمات المفتاحية

التراث العمراني الإسلامي, الذاكرة الجماعية, السويقة, قسنطينة