قراءات
Volume 2, Numéro 1, Pages 65-89
2009-06-01

القراءة بين التعدد و الأحادية

الكاتب : منصور مهيدي .

الملخص

من المعلوم أن الدراسات الأدبية كانت في مرحلتها الأولى منصبة أساسا على عنصر المؤلف لما له من أهمية قصوى في تفسير النصوص والأعمال الأدبية،وهكذا شكل المؤلف قطب نقطة تقاطع مجموعة من الدراسات والمقاربات ذات المنحى السياقي (النفسيوالاجتماعيوالتاريخي)،حتى ترسّخ في الأذهان ما يمكن تسميته بـ: «سلطة المؤلف». أماّ المرحلة الثانية،فقد عرفت تحولاً في المسار النقدي في اتجاه ترسيخ سلطة أخرى على غرار سلطة المؤلف، وهي"سلطةالنصّ"،حيث كان الإعلان عن موت المؤلف من قبل أقطاب البنيوية إيذاناً بتحرر الفكر النقدي من سطوة المتكلم وبالتالي الولوج إلى مسرح الكلام، وهو الإعلان عن تحول وجهة النظر من الناطق بالنص إلى النص بذاته أو من ناسخ القول إلى نسيج القول . أماّ المحطة الثالثة، فعرفت فيها الدراسات الأدبية تحولا نوعيا في اتجاه إرساء دعائم التأويل من خلال الاهتمام بدور التلقي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من كل عملية تأويل، و نال القارئ فيها حقه ، حين أصبح النص يتوجه إليه ، باعتباره الموجود الوحيد والحكم الفصل،و هو الكاتب الجديد للنص والمفترض دائما . والإشكال الذي أردنا طرحه من خلال هذا المقال المتواضع هو : هل القراءة وفاء لقصدية الكاتب أم حرية وتعدد واختلاف من لدن القارئ؟ وهل يصبح حقيقة القارئ الكاتب والمبدع الجديد للنص ؟ وهل يمكن قراءة النص بمعزل عن الفهم والتأويل؟ وكيف يجري فعل القراءة ؟ وهل يلتقي القارئ في النص بذاته أم هو يقرأ ذاتا أخرى. هذه بعض الأسئلة التي أثرناها ، وسأجتهد في الإجابة عنها ، وأحاول وضعها في إطارها النظري ،وان كانت لا تقبل أحادية الطرح ،وفردانية التوجه ،بل ستظل في ارتباطاتها الجدلية ،وتشعباتها المنهجية ،أقرب للدرس الفلسفي .

الكلمات المفتاحية

القراءة-الأحادية، القارئ، المبدع، النص