معالم
Volume 2, Numéro 1, Pages 91-109
2010-02-01

دراسات ثقافية بينية مقارنة

الكاتب : عبد القادر بوزيده .

الملخص

إلى فترة غير بعيدة، كانت الدراسات المقارنة تتم داخل الثقافة الواحدة intraculturelle، سواء على المستوى التطبيقي أم النظري؛ والثقافة المقصودة ضمنيا ليست بالفعل سوى تلك الثقافة التي تشترك فيها أوروبا وأمريكا الشمالية. قد تتناول الدراسات الموضوعاتية موضوعة الحرب، فتقارن بين تولستوي وستاندال، ولكنها لا تذكر البتّة "قصة هايك" ولا "رواية الممالك الثلاث". ويمكن للدراسات حول الحركات الأدبية أن تطال ألمانيا وإنجلترا وفرنسا، ولكنها لن تخرج من هذه الحدود المرسومة. وكالعادة، يتم اللجوء إلى النظرية لتبرير الممارسة. وهكذا تُرفض الدراسات المقارنة بين ثقافات لم تقم بينها علاقات تبادل فكري أو لا توجد بينها تقاليد مشتركة، بحجة الانطباعية أو بحجة افتقادها لثقل ثقافي. وفي فترة غير بعيدة كانت الدراسات الثقافية البينية interculturelles الكبيرة المسموح بها تشترط وجود اتصال مباشر؛ وحتى الاهتمام الذي أبداه كل من "جوته" و"مونتسكيو" بما يوجد في الشرق لم يدرس إلاّ لماما. وقد صادف أن وُجدت دراسات أو، على الأقل، شيء من الاهتمام بانجذاب كلّ من "تورو" Thoreau و"إمرسن" Emerson للهند، وانجذاب العديد من الشعراء والمسرحيين الأوروبيين لليابان و الصين. و لكن هذه الدراسات لم تلق إلاّ الإهمال، إذ نُظر إليها على أنها نوع من النزعة "الإكسوتية" Exotisme ٭٭ التي يمكن أن تُعجب بعض الأشخاص، لكنها لا تنتمي إلى "الأرتودوكسية" التي تهتم بالأمور الجادة: أي أوروبا وأمريكا الشمالية.

الكلمات المفتاحية

دراسة مقارنة - الثقافة - النظرية