المُزْهِر
Volume 3, Numéro 6, Pages 08-44
2022-06-15

البنى التصويرية المتصارعة في قصيدة " صبر الزيتون" للشاعرد. صلاح الكبيسي دراسة شعرية ثقافية بينية

الكاتب : إيمان محمد أمين خضر الكيلاني .

الملخص

يهدف هذا البحث إلى الكشف عن تمرد الشاعر على الثقافة السائدة في العراق الراهن، عراق ما بعد الغزو، وماخلفه من فوضى خناقة على كل صعيد، وهي حصاد أزمة ثقافية بالدرجة الأولى، إنه شاعر يتمرد على هذا الواقع بكل خلفياته ودوافعه ومظاهره، فتجلى تمرده الشعري في طريقته التصويرية ببناها وألفاظها وتراكيبها، التي بدت بوضوح رؤى متصارعة، اتكأت كثيرا على التناص الذي ينبني على التقابل بين المشبه والمشبه به أحيانا نظرا إلى مآلات الصورة، أو على التحريف المقصود بإزاحته عن الصورة في النص الديني، مما يكشف عن حدة المفارقة بين ما ينبغي أن يكون وفقا للمنظومة الثقافية المثال، وما هو كائن فعلا ، في محاولة لنقد الواقع، وإعادة بنائه من جديد، وهو يبحث من خلال تتبع الأنساق اللغوية، الثابتة والمتحولة إلى الكشف عن القيم الإبداعية، كاشفا عن الهُوّة الثقافية بين الماضي والحاضر، بتقنياته الأسلوبية التياستخدمها، وإذا كانت الألفاظ بدلالاتها المعروفة المألوفة محدودة، مهما اتسعت، فإن الفن لدى الشاعر يُبنى على تحطيم العلاقة الوصفية بين الدال والمدلول، وإعادة بناء علاقات جديدة يفرضها حسه المفرط بالأشياء من حوله وقدرته التخييلية على إعادة انتاج الواقع وتقديمه كما يراه هو، ممتزجاً بذاته. إن المنهج الذي يقارب النص ههنا لا يؤمن بالقطيعة بين اللسانيات بما انبثق عنها وخرج من تحت عباءتها من أسلوبيات والنقد الثقافي الذي يؤمن بالتاريخينية، بل يرى بأنهما يتكاملان ويتعاضدان، فالتاريخينية ماهي إلى مرحلة انبنت على ما سبقها من اتجاهات نقدية أدبية لسانية . وعلى الرغم من أن الناقد هو المعني –أصلا- بالنقد الثقافي، إلا أننا ههنا، أمام شاعر ينقد الثقافة السائدة، حين يعرضها على الثقافة المثال في القرآن الكريم، وهو بذلك يمارس دور الشاعر والناقد معا، بتحويرها أو تحويلها؛ ضمن أنساق خاصة تعكس واقع الصراع الذي جعل الشاعر والوطن يندمجان، أمام المشهد الدموي المتفجر في المجتمع الذي تقوده قوى الشر .

الكلمات المفتاحية

البنى ؛ التناص؛ المفارقة؛ الأنساق؛ السلطة.