مجلة أسلوبيّات
Volume 2, Numéro 2, Pages 46-54
2021-09-01

المؤشرات المعلمات والمفارقات السياقية وعلاقتها بأزمنة السرد-كتاب تحت المظلة نموذجا

الكاتب : مصطفى عطية جمعة .

الملخص

تتخذ العلاقة بين الحلم و الواقع أبعادا نفسية وفكرية واجتماعية، بما يجعلها ذات منحى جدلي أقرب إلى التعقيد، ولكن الثابت أن حلم المرء نابع من واقعه المعيش، فكلٌ منا يحلم في ضوء ما يمكنه تحقيقه، خاصة إذاكان حلما متصلا بمسارات حياته. أما إذا تعلق الأمر بالوطن والمجتمع، فإن الحلم يكون ملاذا؛ إن لم يكن هروبا، عندما يكون الواقع أشد كآبة، عصياً على التغيير، والأدهى عندما يصحو أفراد المجتمع الذين عاشوا لسنوات يتغنون بذاتهم الجمعية وقيادتهم السياسية؛ يصحون على هزيمة كارثية، ليست سببا في خسارة جزء من الوطن فقط، وإنما تطيح بذواتهم الفردية، فلا يجدون أمامهم إلا الفرار إلى الأحلام، ومن ثم يُصَدمون بأنهاكوابيس. والمستهدف في هذه الدراسة تبيان العلاقة بين الحلم بصفته معبرا عن الذات الفردية، وأيضا الذات الجمعية، ومدى تأثره بالواقع السياسي المعيش، ومأساة الوطن، كما تجلى في عدد من قصص مجموعة تحت المظلة لنجيب محفوظ. وقد جاءت خطة الدراسة مشتملة بدايةً على تنظير حول رؤية منهجية؛ تؤصل زمن الكتابة وسياقاته ا لملتبسة على الذات المبدعة، طارحين سؤالا عن كيفية تكوين الكاتب أجواءً سردية معبرة عن العلاقة الشائكة وا بين الحلم والواقع، من خلال مفهوم "المؤشرات المعلمات،" وعلاقته بـــ" المفارقة السياقية،" في ضوء الإشارات السردية والأسلوبية في النصوص، وعلاقته بالواقع الخارجي المعيش، وانعكاسه على الطرح السردي، ومن ثم جاءت الدراسة التطبيقية، ساعين من خلالها إلى البرهنة على فرضية مفادها أن المجموعة القصصية "تحت المظلة"()1 لنجيب محفوظ تعبر عن أحلام المرء التي لا تنأى كثيرا عن أحلام الوطن والأمة، وإذا انكسر الوطن، فحتما ستنكسر ذات المرء وأحلامه، وساعتها سيغيّب ذاته بحثا عن اللذائذ، ثم يصبح عبدا لها. ربما تكون هذه المجموعة القصصية قد صدرت منذ أكثر من نصف قرن، ولكن ما زلنا نتلمس كثيرا من أجوائها، على الرغم من التبدلات والتقلبات التي عصفت بنا

الكلمات المفتاحية

الواقع-فكرية