الخطاب
Volume 6, Numéro 9, Pages 131-150
2011-06-01

الاستدلال والدليل والعلامة منطق العلاقات في الفكر العلامي

الكاتب : إباون سعيد .

الملخص

يعد الاستدلال من أشد المواضيع تشعبا وأكثرها استعصاء على الضبط، وهو، زيادة على ذلك، من أكثر مواضيع بحث الفكر البشري التي مافتئت تثير اهتمام فلاسفته وعلمائه بدءا من الفكر اليوناني وصولا إلى أحدث النظريات المهتمة بسبل تطوير آليات اشتغال مختلف الصناعات المعتمدة على البرمجة والذكاء الاصطناعي. وهو مرتبط أشد الارتباط بأعقد المواضيع الفلسفية؛ ذلك لأن الحديث عن الاستدلال معناه الحديث عن العقل والإدراك وعملية اكتساب المعرفة والطرق المؤدية إليها، فهو في عمقه، كما أكّد الجابري، فعل عقلي وحضوره دائم في جميع الأنشطة العقلية والإدراكية، إذ "لا يخلو فعل إدراكي من استدلال مهما يكن المجال الإدراكي قريبا من النّشاط الحسي، ومهما يكن مألوفا، وحتى عندما تبدو بعض الأحداث توجد بالرّغم من عقلنا، وأن لا دور للذات في تشكيلها، فإن النشاط العقلي حاضر في تشكيلها" . ثم إن موضوع الاستدلال سنجد له، إذا ما عدنا إلى الفكر العربي القديم، حضورا دائما ومكثّفا في المؤلفات الفقهية والبلاغية والمنطقية، سواء أكان حضوره ذاك حضورا علنيا وصريحا أو حضورا مقنعا ومضمرا؛ ذلك لأن الاستدلال، كما يقول عنه شكري المبخوت، عبارة تتصّل بجدول لغوي ثري من قبيل الدليل والدلالة واللزوم والاستنتاج والاستنباط والاقتضاء والبرهان والقياس والحجة .

الكلمات المفتاحية

--