الوقاية والأرغنوميا
Volume 7, Numéro 2, Pages 52-73
2013-09-15

4. دور رياض الأطفال في التربية التحضيرية لطفل مرحلة ما قبل المدرسة - دراسة ميدانية.

الكاتب : بن عاشور الزهرة . قاسم وقام سمية .

الملخص

تحتل الأسرة مكانة هامة في المجتمع باعتبارها الخلية الأولى في بنائه، حيث أنها المصدر الأول الذي يتلقى منه الطفل معلوماته الأولية، وفيها ينمو جسميا وعقليا ونفسيا، ونظرا لتطور الأوضاع وتعقد الحياة الاجتماعية خاصة بعد ظهور موجة التكنولوجيا والتصنيع، طرأت على الأسرة عدة تغيرات اجتماعية من حيث شكلها ووظائفها وهذا ما جلب إليها اهتمام العديد من الباحثين والمفكرين خاصة في علم الاجتماع وعلم النفس والتربية وذلك من خلال تناولهم لمختلف الجوانب التي مسها هذا التغير الحاصل في النسق العام للمجتمع من خلال تغيير الأدوار والوظائف الناتج عن مرونة البيئة الاجتماعية. وهذه التغيرات جعلت الأسرة وحدها غير قادرة على القيام بجميع الوظائف التي كانت تقوم بها في الماضي، الأمر الذي استدعى إلى ظهور مؤسسات اجتماعية تربوية أدت هذه الأخيرة بدورها إلى تقليص مهام الأسرة ومن بين هذه المؤسسات نجد تلك التي تهتم بالتربية ما قبل المدرسية أو ما يطلق عليها "رياض الأطفال" والتي أصبحت الآن تقاسم الأسرة في أداء مهامها الاجتماعية والتربوية بعدما كانت الأسرة قديما هي المسؤولة الرئيسية والوحيدة على تلقين أبنائها كل المهارات وعليه فقد أصبح الطفل اليوم يقضي معظم أوقاته في رياض الأطفال وهناك يتعلم المبادئ الأولية في مختلف الميادين الحياتية. ومما زاد في قوة هذه المؤسسات هو ذلك التطور الذي وصلت إليه بعض المجتمعات المتقدمة من الرقي والتحضر ومدى عمق تجاربها في ميادين التربية عامة والتربية ما قبل المدرسة خاصة فأدركت أغلبية المجتمعات ضرورة وجود هذه المؤسسات في بناء مستقبل الأجيال. إنها بذلك أعطت فرصة سانحة للأسر التي تعمل الأم خارج البيت برعاية أبنائها في سن ما قبل التمدّرس داخل جو اجتماعي تربوي، فأضحت أغلبية الأسر تبعث بأبنائها إلى هذه المؤسسات لتقوم بإكمال ما بدأت فيه الأسرة، وصارت رياض الأطفال حتمية اجتماعية تربوية لابد على كل طفل المرور بها، في المجتمعات المتقدمة، إلا أنه لا يمكن التعميم على باقي المجتمعات المتخلفة، أو السائرة في طريق النمو وذلك لجملة من الأسباب الموضوعية وكذا خاصية هذه المجتمعات.

الكلمات المفتاحية

رياض الأطفال، التربية التحضيرية، الطفل مرحلة ما قبل المدرسة