الحوار المتوسطي
Volume 4, Numéro 1, Pages 36-54
2013-03-15

حركة التصوف ونشاط الطرق الصوفية بإقليم توات وإفريقيا الغربية خلال القرنين 12-13هـ/18-19م

الكاتب : بوسليم صالح . الزين محمد .

الملخص

ارتبط الوضع الاجتماعي في الجزائر في أواخر القرن الثامن عشر وطيلة القرن التاسع عشر بنشاط الطرق الدينية التي كان لها تأثير مباشر في الحياة الثقافية وتحكم في توجهات السكان الروحية ومواقفهم السياسية. فقد عملت على تعميق روح الانتماء والأخوة الإسلامية بين قبائل الريف الجزائري بواسطة إرشاد أخلاقي وتوجيه روحي، وذلك عن طريق المواظبة على العبادة وتلاوة الأذكار وحضور حلقات الذكر؛ التي غالبا ما يرافقها عند بعض الطرق الدينية الرقص والإنشاد الجماعي والاستغراق في حالات من الوجد والانجذاب الصوفي. لقد استطاعت هذه الطرق الصوفية أن تملأ الفراغ الثقافي والروحي وحتى السياسي الذي كان يعيشه الفرد في الريف الجزائري نتيجة انعزال الحكام وارتباط الفقهاء بالمدن، فكانت وسيلة تأطير قادرة على جمع السكان وحفظ مصالحهم وتوجيههم لمقاومة الغزو الأجنبي؛ باعتبار ذلك جهادا مقدسا وواجبا دينيا. وقد كثرت الزوايا، وانتشرت الطرق الصوفية بالجزائر في العصر الحديث بصورة خاصة، وقوي نفوذها الديني، وتأثيرها الثقافي والاجتماعي والسياسي. وتميّزت هذه الطرق بتعددها، وكثرة شيوخها، واختلاف ميولها، وتباين أسبابها وأسست كثير من الطرق فروعا لها، أو بنت زوايا مستقلة في الصحراء، أوفي أطرافها. ومن أهم الطرق الصوفية التي ثبّتت نفسها في الصحراء الجزائرية وما وراءها، وكان لها في الوقت ذاته امتداد بارز في إقليم توات (أقصى جنوب غرب الجزائر)، نذكر من أبرزها: الطريقة القادرية، والتيجانية، والشيخية، والكرزازية، والسنوسية.

الكلمات المفتاحية

حركة التصوف - الطرق الصوفية - إقليم توات - إفريقيا الغربية .