مجلة دراسات في المالية الإسلامية والتنمية
Volume 1, Numéro 2, Pages 01-55
2020-12-01

مبدأ المصرفية الاجتماعية

الكاتب : علي محيى الدين القره داغي .

الملخص

فإن الحضارات إنما تبنى من خلال تماسك المجتمع وقيامه على الحقوق والواجبات ، وإحساس الجميع بالمسؤولية، والقيام بما هو الواجب عليه ليصبح المجتمع متماسكاً قادراً على التحرك نحو الأمام . وبما أن الإسلام هو دين بناء الإنسان على أساس العقيدة والأخلاق ، وعمران الكون بما يحقق الخير للجميع فقد أولى الإسلام عناية قصوى بمسؤولية الإنسان الفردية، ثم مسؤوليته المجتمعية باعتباره لبنة من بناء المجتمع، وعضواً يجب أن يكون له دوره في خدمة المجتمع وتنميته داخلياً وخارجياً. ولم يكتف الإسلام بهذه المسؤولية بل فرض مسؤولية المجتمع من خلال مؤسساته المدنية والأهلية والمالية والخيرية ونحوها، بجانب المسؤولية الكبرى المفروضة على الدولة. ولذلك فالمسؤولية الفردية والمجتمعية يجب أن تؤدي كل واحدة منهما دورها لاستكمال مسؤولية الدولة، فهما في الإسلام فريضتان شرعيتان حتى ولو لم تقم الدولة بمسؤوليتها وواجبها ، وحينئذ يصبح الحفاظ على المجتمع وتنميته ذاتياً وداخلياً. ونحن في هذا البحث سنتحدث عن مبدأ المصرفية الاجتماعية والمجتمعية: قيمها ، وأنواعها وعناصرها، وتأصيلها الشرعي والفقهي، وبيان دور المؤسسات المالية الإسلامية في هذه المسؤولية ، من خلال عدة محاور أساسية، ثم نربطها ببيان المقاصد في المسؤولية المجتمعية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، مع تقديم مشروع لصياغة ضوابط وأحكام المصرفية المجتمعية والتمويل الاجتماعي، وعرض نموذج تطبيقي للمصرفية الاجتماعية الإسلامية، وذلك من خلال ثلاثة مباحث.

الكلمات المفتاحية

مبدأ المصرفية الاجتماعية- ضوابط و أحكام المسؤولية المجتمعية- التمويل الاجتماعي