مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 11, Numéro 2, Pages 55-65
2015-12-15

أهمية اللغة في عملية التواصل

الكاتب : نور الهدى بزراوي .

الملخص

يعتبر التواصل الوسيلة الأساسية في جميع علاقات الفرد مع نفسه ومع محيطه الاجتماعي. فهو المحدد لعلاقاته الشخصية والاجتماعية. فبواسطة التواصل تتكوّن سلوكات مختلفة، وذلك حتّى يحقق بها الفرد التفاعل داخل الجماعة. فتشير جوديث لازار (Judith Lazar,1993 :8) إلى أنّه غالبا ما يطلق على أي نوع من أنواع التواصل اسم لغة، وهو ما يمكن اعتباره فهما أو تصورا خاطئا بالرغم من امتداد جذور هذا الفهم الخاطئ إلى ذلك التقليد الفلسفي الّذي يعتبر اللغة هي أية وسيلة يتمّ استخدامها للتعبير عن الأفكار. وهذا ما يدفعنا إلى القول بأنّ اللغة هي أبعد من أن تكون مجرّد أداة تسمح للفرد بتبادل المعلومات، بل هي كما يقول عنها دي سوسير De Saussure «واقعة اجتماعية وخصوصياتها ليست مجردة بل موجودة بالفعل في عقول الناس. وبعبارة أخرى، فهي مجموع كلّي متكامل كامن ليس في عقل واحد بل في عقول جميع الأفراد الناطقين بلسان معيّن»(). وهذا ما يعني أنّه لا يمكن الفصل بين اللغة والطبيعة الإنسانية مثلما يؤكّد ذلك (Ghiglione et Richard,1998 :276-280) « بأنّ لغة الإنسان لا يمكن حصرها في مجموعة من الإشارات، بل أنّها تعتبر منفذا للمعرفة، وتعبيرا عن معان، ومظهرا لمقصد أو نية... فالتواصل الحيواني يعتمد على مثيرات (إشارات) ذات قدرة استجابية معيّنة وأحادية المعنى univoque، في حين أنّ لغة الإنسان تتكوّن من مجموعة من الإشارات ذات تفسير مشتبه équivoque (أي أنّ العلاقة دال-مدلول اعتباطية). فاللغة إذن ليست مجرد وسيلة لتبادل المعلومات، بل أنّها تغيّر كليا كيفية مواجهة الإنسان للواقع، وهو ما يميّزه جذريا عن الحيوان».

الكلمات المفتاحية

اللغة -التواصل