مجلة الباحث في العلوم الإنسانية و الإجتماعية
Volume 3, Numéro 2, Pages 132-150
2011-01-17

واقع تطبيق المقاربة بالكفايات من وجهة نظر أساتذة التعليم الثانوي

الكاتب : عتيق منى .

الملخص

الملخص مرت المنظومة التربوية الجزائرية بمحطات متعددة،كان مفادها تجديدات متتالية في أساليب التعليم والتربية،وكان للمعلم والأستاذ إثرها تجارب وممارسات تعليمية متنوعة. إلا أنه كون المشرع وأصحاب الرأي يقررون فلسفة تربوية تعليمية بدل أخرى من حقبة إلى أخرى ،فهذا لا يعني لزاما أن ما يضعونه نظريا،ستكون تطبيقاته في الواقع سارية الفعل والمفعول،حتى لو كانت هذه الأفكار تقويمية و نابعة أصلا من تقييمات موضوعية للممارسين التربويين. لأنه وببساطة، تتعدد العوامل في البيئة التربوية وهي من شأنها أن تدفع بعجلة تحصيل التلاميذ ونجاعة تعليمهم،وبالخصوص تأقلمهم مع أساليب التدريس،أو تؤخرها .منها العوامل المادية(وسائل ديداكتيكية،فضاء الدراسة، بيئتها الجغرافية...)أو العوامل الفكرية(كمقاومة التغيير لدى المعلمين والمتعلمين،أوعدم كفاءتهم،أو عدم تحمسهم ،...)،أو العوامل الاجتماعية بما تفرضه من مستوى بسيط في ثقافة المعلم و المتعلم. وظنا منا أنه لاتظهر أثار التجديد والتغيير على مستوى إكتسلبات التلاميذ في المرحلة الابتدائية بقدر ما تبرزفي المراحل اللاحقة(متوسط،ثانوي)،بل ويسهل تقيمها،اخترنا موضوعا بعنوان: '' واقع تطبيق المقاربة بالكفايات من وجهة نظر أساتذة الثانوي، دراسة حالة بثانويتي بن مهيدي ولاية الطارف. تريد دراستنا الإجابة على التساؤلات التالية: - هل أساتذة التعليم الثانوي(باختلاف تخصصاتهم) مقتنعون بالمقاربة بالكفايات؟ - هل لديهم الاستعدادات اللازمة لتطبيقها؟-هل يجدون في تطبيقها فائدة واضحة؟ - هل ظروف العمل مساعدة على إنجاح هذه المقاربة؟هل يقترحون بدائل تقويمية؟ أداتنا لجمع البيانات هي الاستبيان،عينتنا أساتذة ثانوية عادية وأخرى تقنية بمختلف تكويناتهم وتخصصاتهم. مقدمة: كانت المقاربة بالمضامين في وقت مضى في الجزائر، وسيلة المعلم في السيطرة على التلميذ بأسلوب جاف إن لم نقل قاسيا،خال من الحق في المناقشة أو إبداء الرأي لأجل التغيير.فكانت محتويات،على التلميذ اكتسابها كمعارف جاهزة كما وكيفا.وهو مطالب باستحضارها عند المساءلة. وضعية تعليمية تعلمية ولدت الأزمة،وسلبية المتعلم.فكان من الضروري التفكير في بدائل تطويرية أخرى.ليكون الحل هو التدريس بالأهداف. هذا الأخير النابع من التيار االسلوكي ،وقد ساهم في تحقيق عدة مكتسبات هامة لا يمكن تجاهلها ، منها سعي الأساتذة لتحديد هدف كل نشاط تعليمي/تعلمي بشكل دقيق، ترجمة محتويات التدريس إلى أهداف ترافقها خطط دقيقة لتحقيقها، تصنيف الأهداف إلى معارف ومهارات ومواقف،ضبط عملية التقويم سواء تعلق الأمر بالتقويم التكويني أو التقويم الإجمالي،استثمار أدوات ووسائل جديدة للتقويم،وخاصة طرح إشكالية الجودة والفعالية والمردودية والإنتاجية التعليمية من منظور جديد.إلا أنه ورغم هذه الفوائد التي لا يمكن نكرانها أو تجاهلها،فقد برزت، بعض النقائص للتيار السلوكي. من أهمها نذكر بروز علاقة ميكانيكية بين المثير واستجابة التلميذ، في إطار البحث الحثيث عن سلوكيات قابلة للملاحظة والقياس.وتشتت البنية العقلية للتلميذ،بسبب وضع الأهداف الإجرائية.كما أن التلميذ تصادفه مشاكل عديدة في حياته اليومية ،لا تقوى المكتسبات المدرسية على حلها له.في حين الاتجاهات التربوية الحديثة تطالب المدرسة بجعل التلميذ يستثمر مكتسباته يفعلها ولا يبددها. ولهذا الغرض الحكيم ، انصب اهتمام الباحثين على طرق جديدة للتفكير والعمل. فظهر مفهوم بيداغوجيا الإدماج، والمقاربة بالكفايات كشكل من أشكاله. فبدل الإهتمال بالمثير والاستجابة،فقد اهتم العديد من الباحثين بالتساؤل عما يوجد بين المنبه و الاستجابة ، فكان من الضروري أن يفتحوا العلبة السوداء "ليكشفوا عن العمليات العقلية وراء السلوك . و بهذا حلت محل التدريس بالأهداف،إستراتيجية أكثر نجاعة وتطور هي المقاربة بالكفاءات.مقاربة تتضمن تعليم التلاميذ كيف يفكرون ويتعلمون.موجهة إياهم نحو تنمية قدراتهم الذهنية السامية من تحليل وتركيب وحل المشكلات،بدل التراكم المعرفي.ليكون لتعلمهم معنى،ولحل مشاكلهم إمكانية. حول موضوع الكفاية في التدريس،انصب اهتمامنا لنكشف واقع هذه المقاربة في الميدان.واخترنا لهذا ، التعليم الثانوي بدل المتوسط أو الابتدائي. فكان موضوعنا بعنوان:" واقع تطبيق المقاربة بالكفايات من وجهة نظر أساتذة التعليم الثانوي".إنها دراسة وضع ثانويتين ببن مهيدي ولاية الطارف. شملت خطة هذا البحث جانبا نظريا (مفاهيمي) وجانبا ميدانيا،حيث ركزت الباحثة على هذا الأخير نظرا لطبيعة العمل المشارك به في الملتقى وهو (ورقة بحث-ميداني).

الكلمات المفتاحية

المقاربة بالكفايات - التعليم الثانوي