الإبراهيمي للآداب والعلوم الإنسانية
Volume 1, Numéro 1, Pages 337-352
2020-01-15

فلسفة الخطاب الإصلاحيّ النَّهضويّ عند محمَّد عبده

الكاتب : سليمان لبشيري .

الملخص

شكلّ الخطاب الإصلاحيّ النَّهضويّ في الفكر العربيّ الإسلاميّ الحديث نزعة نحو التَّجديد والتَّغيير فرضتها العديد من التَّحدِّيات؛ إذ إنّ ما شهده العالم العربيّ الإسلاميّ مُذ عصر الموحّدين هو الأُفول والتَّدهور على المستوى الحضاريّ والثَّقافيّ والّذي نجم عن عدَّة عوامل، داخليَّة منها تمثَّلت في العجز التَّامّ عن أيِّ إبداعٍ ذاتيٍّ في شتَّى المجالات، زاده الأمر سوءا انعدام الآليات والمقوّمات لتجاوز ذلك الجمود والرّكود الّذي أدَّى إلى تحجّر الفكر وتدنِّيه ضِفْ إلى ذلك العامل الخارجيّ المتمثّل فيما يفرضه الآخر؛ أي الغرب من منطق السَّيطرة والتَّحكّم في زمام التَّطوّر الحضاريّ، ناهيكَ عن تداعيَّات الخلافات والتَّناطحات السِّياسيَّة والاجتماعيَّة الّتي كان الاستدمار مقدمتها الكبرى. لذا ونتيجة لهذه العوامل ظهر الخطاب النَّهضويّ الإصلاحيّ في العصر الحديث حاملا لواء العودة إلى الدِّين من أجل الدّخول في المعترك الحضاريّ الّذي أصبح يشكِّل حتميَّة تاريخيَّة في ظلِّ أزمات حادَّة شهدتها نفسيَّة الإنسان والمجتمع العربيّ والإسلاميّ آنذاك. إذ وجد "جمال الدِّين الأفغاني" بأنّ ضرورة الإصلاح لابّد أن تنطلق من الجانب السِّياسيّ، أي إصلاح السّياسة، إذ بها يمكن إصلاح النُّفوس والمجتمع. أمّا تلميذه "محمَّد عبده" فقد سلك منحى آخر للإصلاح انطلاقا من المجتمع والتَّربية، مرتكزا في ذلك على التَّجديد الدِّينيّ الّذي قوامه الوسطيَّة في الإسلام. وإذ يستوقفنا هنا "محمَّد عبده" كأنموذج للإصلاح النَّهضويّ، فإنَّنا سنعمل على مقاربة هذه الإشكاليَّة في ضوء الوجهة الفكريَّة الّتي انتدبها مشروعه النَّهضويّ الإصلاحيّ - الاجتماعيّ والتَّربويّ - على النَّحو الآتي: إذا كان "محمَّد عبده" يجعل من الفرد والمجتمع بادرة الإصلاح والنَّهضة من باب ضرورة إصلاح ما في النَّفس والمجتمع، فما هي المبرِّرات والمصوّغات الّتي جعلته يركِّز على الإصلاح التَّربويّ الاجتماعيّ كسبيل لتحقيق نهضة حضاريَّة في العالم العربيّ الإسلاميّ؟

الكلمات المفتاحية

محمَّد عبده، النَّهضة، الإصلاح، المشروع النَّهضويّ.