آفاق علمية
Volume 5, Numéro 1, Pages 95-119
2013-06-05

الذاكرة في إطار نموذج مستويات المعالجة

الكاتب : أحمد بن سعد .

الملخص

حظيت الذاكرة باهتمام بالغ من قبل علماء علم النفس المعرفي، باعتبارها نظاما لتجهيز ومعالجة المعلومات، فضلا عن كونها خزانا للمعلومات. ومما يميز الأبحاث في هذا المجال هو تطورها المطرد وتزايدها المتعاظم. والملاحظ أن هذه الأبحاث تنطلق من تصورات نظرية تتباين أحيانا، وتتداخل أحيانا أخرى. فما أن يوضع تصور نظري حتى تكشف البحوث والمشاهدات اللاحقة عن جوانب النقص فيه، فيتم تعديله و إثراؤه ليتناسب مع طبيعة النسق المعرفي المعقد، وهذا ما حدث مع نماذج تعدد مخازن الذاكرة، التي تطورت شيئا فشيئا وانتهت إلى وجود أبنية فرضية في الذاكرة (مخزن حسي، ذاكرة قصيرة المدى، ذاكرة طويلة المدى). ويُعد النموذج الذي قدمه (أتيكينسون وشيفرين، 1968،Atkinson & Shiffrin) مثالا نموذجيا للمنظور القديم الذي يركز على المكونات البنائية، وعلى تعاقب المراحل التي يتم خلالها معالجة المعلومات، كما يرى أن المعالجة القائمة على التسميع (الترميز السمعي) في الذاكرة قصيرة المدى يؤدي إلى ذاكرة أطول مدى، مما يعني أن العامل الأكبر المحدد لكيفية التعلم هو كمية الوقت الذي تبقى فيه المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، أو عدد مرات تكرارها. أما المنظور الجديد فيرى أن المعالجة العميقة أفضل من التسميع الذاتي في الوصول إلى ذاكرة أكثر دواما، كما أن الذاكرة تمثل متصلا واحدا وليس صناديق متعددة، وعلى هذا الأساس فإن فكرة عمق المعالجة (depth of processing) التي نادت بها نظرية مستويات المعالجة سيكون لها أثر كبير على فاعلية التذكر والاستدعاء والتعلم بصفة عامة. ونظرا لأهمية نموذج مستويات المعالجة فإن المقالة الحالية ستحاول التطرق إليه من خلال عرض بدايات تشكله، والوقوف على أهم المفاهيم المؤسسة له، كما ستستعرض الدراسات المؤيدة له، وتقدم تقييما له

الكلمات المفتاحية

الذاكرة؛ معالجة المعلومات؛ مستويات المعالجة؛ علم النفس المعرفي.