التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 205-220
2016-06-15

التكوين الأولي لأساتذة التعليم المتوسط ومتطلبات الإصلاحات التربوية الجديدة في منهجية التدريس الكفاءات والتقويم

الكاتب : خديجة زرقط .

الملخص

الازدهار الذي أصبحت تنشده كل المجتمعات في هذا العصر، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال منظومة تربوية تكوينية مؤهلة لهذه الغاية، على اعتبار إن المنظومة التربوية التكوينية، تكون من جهة، العمود الفقري لكل مجتمع من المجتمعات، و من جهة ثانية فان المتعلمين بما يشكلون الرأسمال الجوهري لتلك المجتمعات. و إذا كان مسار التربية و التعليم، قد عرف عدة نظریات و تصورات تربوية و بيداغوجية بغرض ملائمة الوظيفة التعليمية وفق نموذج (براديجم معين، فان الأمر اليوم أصبح متوقفا على إمكانات و مؤهلات المتعلمين، التي ينبغي أن تساهم في بناء المجتمع، و تؤهله لربح المنافسة التي أصبح يفرضها الوضع الحالي، ذلك أن وظيفة المدرسة اليوم قد تحولت ضمن هذا المنطق الحداثي إلى مصدر اقتصادي رئيسي و جوهري، يتحدد من خلاله مصير كل المجتمعات. ومن خلال تصفحنا للتاريخ التربوي عامة، و تاريخ المناهج التربوية خاصة، فانه ما تم تسجيله من ملاحظة، هو ذلك التراكم الهائل من التصورات و النظريات التي حاولت عرض نموذج فكري تربوي لمنح البشرية حلولا لواقعها التربوي الاجتماعي، و لعل هذا من الأسباب التي كانت وراء زوال عدة مناهج، و لهذا أكد أحد الباحثين أنه لا وجود لمنهاج تربوي أبدي «48.Philippe Perrenoud p». كما أن التربية من خلال الوظيفة، و المسؤولية التي على عاتقها، و المتمثلة في فحص وضع وليد تراكمات الماضي، عليها واجب بعث الحياة فيه بعد ما كنا على اعتقاد أنه على حافة الزوال ولهذا قيل عن التربية أنا الحياة، فهي تتخذ من المدرسة و المعارف أداة يعاد عن طريقها ترکیب ما يعيد للذات حركيتها، وفي ذات السياق يقول رئيس الدولة الجزائرية عبدالعزيز بوتفليقة واصفا دور التربية :« إن التربية ترهن مصير الآتي من الأجيال، وترهن في نفس الوقت تطور مجتمعنا و انسجام توازنه، كما ترهن التنمية الاقتصادية، و العلمية و التكنولوجية لوطننا و كذا إشعاع شخصيتنا و ثقافتنا في العالم» ( رابح حدوسي ، 2002 ، ص:12). إن الجزائر بعدما تمكنت من صناعة الحدث أمام أكبر تحد و هو الاستعمار، فهي اليوم أمام مجموعة أخرى من التحديات، فهي مطالية عبر مؤسساتها إقامة دائرة على ضوءها تشعر بالأمن و الاعتزاز و الانتماء و العطاء، كما أنها أمام واقع يفرض عليها وجوب التكيف مع تطوراتها السريعة، واقع لا يعرف إلا منطق واحد وهو منطق الاستجابة الآلية للقيم التي شرعها، فكيف إذا لنظام تربوي قادر على تحقيق ذات متوازنة في ظل ثنائية تبدو من خلال المشهد شبه مستحيلة ؟ فأي نوع من الكارثة ستكون . إن لمتحسن التربية صياغة التناغم؟ إنما إحدى المهمات التي على عاتق التربية و عبر منهاجها . إن التربية التي تعيد الأمل للأمة ليست تلك التي كانت قد احتلت حيزا في الخطاب الرسمي للدولة القومية متخذة من المنهاج و الطرائق و المنظومات أسلوبا لإتباع السبيل التي آلت إليه التطورات من حولها .

الكلمات المفتاحية

التربية، التعليم، التلاميذ، الجزائر، المتوسط، المجتمع.